اهتزت مدينة بالم سبرينغز في ولاية كاليفورنيا صباح السبت 17 مايو 2025 على وقع انفجار قوي أمام مركز طبي متخصص في علاج الخصوبة، أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ما لا يقل عن خمسة آخرين. وتشتبه السلطات الأمريكية في أن التفجير قد يكون عملاً إرهابياً موجهاً ضد منشأة طبية تقدم خدمات الإنجاب الصناعي، في حادثة أعادت إلى الأذهان التهديدات المتزايدة التي تتعرض لها بعض المرافق الصحية في الولايات المتحدة.
الانفجار وأول المؤشرات الأمنية
وقع الانفجار حوالي الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي، خارج مركز “American Reproductive Centers”، وهو منشأة طبية تقع مقابل مستشفى ديزرت الإقليمي. وأفادت السلطات المحلية بأن التفجير جاء على الأرجح من سيارة مفخخة كانت متوقفة خارج المركز.
وقال رئيس إدارة الإطفاء في بالم سبرينغز، بول ألفارادو، إن “مجال الانفجار يمتد لعدة مربعات سكنية، مع أضرار جسيمة لحقت بعدة مبانٍ، بعضها تضرر بشدة”. وأكد أن “الانفجار يبدو وكأنه عمل متعمد من أعمال العنف”.
احتمال العمل الإرهابي قيد التحقيق
مع أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولى، لم تستبعد الشرطة ولا مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فرضية أن يكون الانفجار هجوماً إرهابياً. وقالت وزارة العدل إن الوكلاء الفيدراليين يعملون ميدانياً لجمع الأدلة وتحليل موقع الانفجار، بينما أعلن مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات (ATF) إرسال فريق مختص إلى المكان.
وكان مسؤولون محليون قد أشاروا إلى أن الانفجار استهدف منشأة طبية لا تقدّم خدمات الإجهاض، مما يُبعد احتمال أن يكون الهجوم مرتبطًا مباشرة بمواقف مناهضة للإجهاض، لكنه لا يلغي الخلفيات الأيديولوجية أو المتطرفة الأخرى.
أضرار مادية واسعة ومشهد مروع
أفادت التقارير أن ألسنة الدخان شوهدت من عدة أميال، بينما وصف شهود العيان الانفجار بأنه “هائل”. وقال أحدهم ويدعى كلاوديو شافيز: “شعرت أن جسدي بأكمله اهتز، وانفجرت النوافذ وسقطت أجزاء من السقف داخل محلي التجاري”.
وأظهرت الصور المتداولة دمارًا واسعًا في واجهات المباني، ونوافذ محطمة، وزجاجًا متناثرًا في الشارع. ورغم الحادث، أكد مدير المركز، الدكتور ماهر عبد الله، أن جميع الموظفين بخير، ولم يصب أي من الأجنة أو المعدات الحساسة داخل المختبر بأذى.
ردود فعل رسمية
قالت المدعية العامة بام بوندي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “تم اطلاعي على تفاصيل الانفجار. فرقنا الفيدرالية تعمل ميدانياً مع الشرطة المحلية. دعوني أكون واضحة: العنف ضد مراكز الخصوبة أمر غير مقبول ولن يُغتفر”.
وأشاد مسؤولو المدينة بسرعة استجابة فرق الإنقاذ، لكنهم شددوا على ضرورة انتظار نتائج التحقيق الفيدرالي قبل إعلان أي دوافع أو جهات مشتبه بها.
خلفية أمنية واجتماعية
يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تزايدًا في التهديدات ضد المنشآت الطبية، خاصة تلك التي تقدم خدمات الصحة الإنجابية. وبينما لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير حتى الآن، إلا أن حجم الضرر وطبيعته قد يشيران إلى تخطيط مسبق ودوافع محتملة أيديولوجية أو سياسية.
وسيكون لمخرجات هذا التحقيق أثر كبير على طبيعة التدابير الأمنية في المؤسسات الطبية، خاصة تلك التي تقدم خدمات حساسة في نظر بعض الجماعات المتطرفة.
