في حادثة صادمة وقعت قبيل الفجر في قلب ميدان تايمز سكوير، تعرض بائع طعام مصري يُدعى أيمن غزالي (29 عامًا) لإطلاق نار في ذراعه، أثناء تدخله لمساعدة زميل له تورط في شجار مع مجموعة من الشباب.
وقع الحادث في حوالي الساعة 4:50 صباحًا يوم الأربعاء، عند تقاطع الجادة السابعة والشارع 47، حيث كان أحد الباعة يبدأ يومه كالمعتاد قبل أن يدخل في مشادة مع مجموعة من الشباب، يُعتقد أنها بدأت على خلفية خلاف حول حقيبة ظهر — إذ أشارت مصادر في الشرطة إلى أن أحد الشبان حاول أخذ الحقيبة أو سرقتها، ما أشعل فتيل التوتر واندلاع الشجار.
عندها، سارع البائع بطلب المساعدة من زميله أيمن غزالي، الذي كان على بعد مبنى واحد فقط، وحين وصل إلى المكان تدخل لفض النزاع، لكن الأمور تصاعدت بشكل مفاجئ.
ووفقًا لرواية الشرطة، قام أحد المتورطين في الشجار، ويدعى إيمانويل تشارلز (21 عامًا)، بسحب سلاح ناري وأطلق عدة طلقات، أصابت إحداها غزالي في ذراعه اليمنى. تم نقل الضحية على الفور إلى مستشفى بلفيو، حيث تلقى العلاج وهو في حالة مستقرة وواعية.
لكن مساء الأربعاء، وخلال اقتياده من قسم شرطة “ميدتاون نورث” إلى مركز التوقيف، حاول المتهم الدفاع عن نفسه أمام عدسات الصحفيين قائلًا: “لقد كان دفاعًا عن النفس… لقد سحب السكين عليّ”. إلا أن مصادر في شرطة نيويورك نفت هذه الرواية، وأكدت أن التحقيقات لم تثبت صحة هذا الادعاء.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل مقطع فيديو يُظهر مجموعة من الشبان يتشاجرون في الشارع، ويبدو فيه شخص يحمل حقيبة ظهر وسكينًا وهو يفر من المكان، لكن لم يتم التأكد من هويته أو صلته المباشرة بالحادث.
تم توقيف تشارلز وشخصين آخرين في محطة مترو قريبة، بينما لا تزال الشرطة تحقق مع أشخاص آخرين يُشتبه في صلتهم بالحادث. ووجهت إلى تشارلز تهمًا جنائية متعددة، شملت: محاولة القتل، والاعتداء، وحيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني، وتعريض حياة الآخرين للخطر.
وأشاد رئيس شرطة نيويورك، جون شيل، بسرعة استجابة عناصر الشرطة، مؤكدًا أن الانتشار الأمني في منطقة تايمز سكوير كان حاسمًا في احتواء الموقف ومنع سقوط المزيد من الضحايا.
من جانبه، قال البائع إسماعيل عبد الغفار، وهو صديق غزالي، إن الأخير معروف بأخلاقه الطيبة وروحه التضامنية، وأضاف: “أيمن شخص هادئ، يعمل بجد، ويعيل أسرته في مصر. إذا واجهت مشكلة، يكون أول من يأتي لمساعدتك”.
وأشار عبد الغفار إلى أن ظروف العمل في الشارع صعبة، وأن الباعة المتجولين يعرضون حياتهم للخطر كل يوم، مطالبًا بتوفير حماية أكبر لهم.
