منيرة الجمل
عثر عمال إنقاذ الحيوانات على ما يقرب من 50 كلبًا من نوع مالينويا بلجيكيًا في شقة قذرة ومكتظة في كوينز، حيث قضوا حياتهم بأكملها متجمعين معًا دون أن يخرجوا منها، وفقًا للسلطات.
صرحت بيانا تميمي، مديرة قسم طب الملاجئ في مراكز رعاية الحيوانات في مدينة نيويورك: “من المرجح أنها لم تلمس العشب قط، أو تمشي بسلسلة، أو تلتقي بغريب”.
وصرح مصدر في جهات إنفاذ القانون بأن رجال الإنقاذ من مركز رعاية الحيوانات وجمعية الرفق بالحيوان الأمريكية (ASPCA) توجهوا إلى منزل الكلب الكائن في شارع 62 في فورست هيلز، كوينز، يوم الخميس بعد إخطارهم بإخلاء المالك وضرورة تسليم كلابه.
عند وصولهم، عثروا على 48 كلبًا وجروًا – بعضها محشور في خزائن أو دواليب، أو محشور في مساحات ضيقة لا يصلها هواء نقي أو ضوء الشمس، وفقًا لـ ACC.
وقال المسؤولون إنه لزم قتل ثلاثة من هذه الحيوانات قتلًا رحيمًا.
قالت تارا ميركادو، مديرة قسم السلوك وعمليات الإيواء في مركز رعاية الحيوانات: “أفادت التقارير أن هذه الكلاب عاشت في حبسٍ تام طوال حياتها. وجدنا كلاب مالينوي بالغة مختبئة في خزائن ومكدسة خلف الأثاث”.
وأضاف المصدر أنه تم فتح تحقيق جنائي.
لم يُكشف عن هوية صاحب الكلب.
كانت الكلاب تعيش في شقة بالطابق السابع، وفقًا لجيران قالوا إن رائحة كريهة كانت تفوح من الطابق بأكمله، وكان صاحب الكلاب يرمي برازهم من شرفته باستمرار.
قال أحد الجيران: “كان يعمل في أمن المطار، وكان لديه كلبه المُدرّب على كشف القنابل، ولهذا سُمح له بالتواجد هنا معه”، مضيفًا أن الرجل كان أحيانًا يمشي مع كلب آخر من سلالة أخرى.
تابع الرجل، الذي رفض ذكر اسمه: “لطالما تساءلنا: لماذا هذه الرائحة الكريهة، إذا كان هذا الكلب هو من يتبول في كل مكان؟ افترضنا جميعًا وجود كلبين أو ثلاثة في الشقة، لم نكن لنتخيل أبدًا أن عددهم بهذا الشكل، لم نرَهم قط في أي مكان.”
تساءل كيف استطاعت الكلاب النجاة في هذه الظروف البائسة.
أوضح: “يبدو الأمر أشبه بجحيم. لم ترَ الكلاب النور قط، لأننا كنا سنعرف ذلك لو تم اصطحابها في نزهة.”
شعرت الجارة ناتاليا رواليس بالارتياح لإنقاذ الكلاب.
قالت: “أعتقد أنه أساء معاملة الكلاب، وهذا لا يعجبني. لأن هناك الكثير من الكلاب في شقة واحدة… هذا ليس جيدًا.”
قالت جارة أخرى، عرّفت عن نفسها باسم شارون، إن رائحة الأرض كانت دائمًا كريهة، مضيفة: “هذه الرائحة تنبعث دائمًا هنا، وأسمعها دائمًا تنبح، وهو يرمي البراز من شرفته. على حد علمي، وكما نعلم جميعًا، فهو يهمل كلابه. إذا أخرجها في المصعد، تنبعث منها رائحة كريهة للغاية، لدرجة أنها تتبول على الدرج.”
كانت والدتها تُنزّه جروها الصغير ورأته يركل أحد حيواناته الأليفة، حسبما زعمت الجارة.
أكدت المرأة: “لقد ركل كلبه، وفقًا لأمي. أشعر بالسعادة لإنقاذهما، لأنهما على الأقل سيذهبان إلى منزل جيد، والحمد لله، ولن يُعانيا كما كانا هنا. كل ما كانا يفعلانه هو النباح، النباح بلا توقف، حتى في الليل”.
لن تُطرح الكلاب للتبني إلا بعد تقييمها، لأن معظمهم “خائف للغاية، وغير مُتأقلم اجتماعيًا، ويحتاج إلى دعم سلوكي طويل”، وفقًا لـ ACC.
قالت تميمي: “كل صوت جديد، كل تفاعل بشري يُثير دهشتهم. لكننا نشهد بالفعل بصيصًا من الفضول – وهذا يُعطينا الأمل”.
وقالت السلطات إن العمال أمضوا يومين في إخراج الكلاب من المنزل.
قالت كاتي هانسون، المتحدثة باسم ACC: “إنهم الآن في حالة استرخاء. يتم اصطحابهم للمشي لأول مرة. ويتم الاعتناء بهم لأول مرة. لقد ناموا كثيرًا، فتخيلوا مدى صخب تلك الشقة مع 40 كلبًا آخر”.
تُعفي ACC حاليًا الكلاب التي يزيد وزنها عن 40 رطلاً من الرسوم.
واختتمت قالت جيسيكا فاكارو، مديرة أماكن الإقامة في ACC قائلة: “مع وصول عدد الكلاب لدينا الآن إلى ما يقرب من ثلاثة أمثال سعتها في كوينز وحدها، فإننا في حاجة ماسة أيضًا إلى أماكن لـ 175 كلبًا إضافيًا تحت الرعاية بالفعل في كوينز و 165 كلبًا تنتظر حاليًا منازل في مراكز الرعاية في مانهاتن وستاتن آيلاند.”
