أنقذ ثلاثة من ضباط شرطة نيويورك (NYPD) حياة فتاة مراهقة بعدما قفزت إلى مياه نهر هارلم الباردة في مانهاتن، في واقعة وُصفت بأنها لحظات حاسمة كادت تنتهي بمأساة لولا سرعة تدخلهم.
قفزت إلى الماء وبدأت تصرخ طلبًا للنجدة
بدأت القصة عندما تلقّت الشرطة اتصالًا عن فتاة في حالة ضيق شديد تقف على حافة الطريق السريع المعروف باسم Harlem River Drive، وهو طريق سريع يمر بمحاذاة نهر هارلم في شمال مانهاتن. وما إن اقترب الضباط منها وبدؤوا في الجري على الصخور باتجاهها، حتى قفزت الفتاة فجأة إلى النهر وهي ترتدي كامل ملابسها، لتجد نفسها في مياه شديدة البرودة ومع تيار قوي وخطير.
ضابط يخلع معداته ويقفز في المياه المتجمدة
الضابط ويلمر غيريرو، أحد أفراد دورية شرطة الشمال في مانهاتن، سارع إلى خلع معظم معداته وسترة العمل الخاصة به، ثم قفز مباشرة إلى الماء لإنقاذ الفتاة التي بدأت تصرخ فور سقوطها: «ساعدوني، أرجوكم»، بحسب ما أظهره تسجيل كاميرا الجسد (Body Cam) المثبتة على أحد الضباط. يوضح غيريرو أن المياه كانت متجمدة بالفعل، لكنه قال إن كل ما كان يشغله في تلك اللحظات هو إخراج الفتاة من النهر بأسرع ما يمكن.
فيديو يوثّق لحظة إنقاذ الفتاة من نهر هارلم:
تشبث بها رغم حالة الهلع
روى غيريرو أنه تمكن من الوصول إلى الفتاة التي كانت تبعد حوالي ستة أمتار داخل النهر، وأمسكها من معطفها وكتفها، ثم بدأ في السباحة معها باتجاه الشاطئ الصخري. وأكد أن الفتاة كانت في حالة ذعر شديد وتتحرك بلا سيطرة، ما جعل عملية الإنقاذ أصعب، لكنه حاول الحفاظ على هدوئه وطمأنتها بكلمات مشجعة، مؤكدًا لها أن الشرطة ستخرجها من الماء وأنها لن تُترك وحدها.
تعاون جماعي لإخراجها إلى بر الأمان
في الوقت ذاته، كان الضابطان أنكيت غوبتا وشعيبول أمين من الدورية نفسها قد تخلّصا من جزء من عتادهما تحسبًا للحاجة إلى القفز في الماء أيضًا. وعندما اقترب غيريرو من حافة النهر وهو يسحب الفتاة، تعاون غوبتا وأمين في سحب الاثنين معًا إلى اليابسة على الصخور قرب شارع 142 في مانهاتن. وتُظهر لقطات كاميرات الشرطة اللحظة التي تمكن فيها الضباط الثلاثة من إخراج الفتاة وضابط الإنقاذ الأول من المياه بسلام.
إسعاف فوري وحالة مستقرة في المستشفى
فور إخراج الفتاة من النهر، قامت فرق الطوارئ الطبية (EMS) بلفها بالبطاطين لتدفئتها، في ظل انخفاض درجة حرارة الهواء والماء، ثم نُقلت بسيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات وهي في حالة وُصفت بأنها واعية ومستقرة. ولم تُعلن الشرطة عن هوية الفتاة، نظرًا لكونها قاصرة وبسبب حساسية الواقعة المرتبطة بمحاولة إيذاء النفس.
«من أجل هذه اللحظات اخترنا هذه المهنة»
أشاد قادة شرطة نيويورك بالضباط الثلاثة المنتمين إلى الدائرة 32 (32nd Precinct)، وهي مركز شرطة محلي يغطي جزءًا من شمال مانهاتن، وأكدوا أن ما قاموا به يعكس التزام الشرطة بحماية الأرواح حتى في أصعب الظروف. وقال الضابط غيريرو في تصريحات لاحقة إن شخصًا ما كان يحتاج إلى المساعدة، وهذا بالضبط هو السبب الذي جعلهم يختارون هذه المهنة، مضيفًا أنه يأمل أن تكون هذه الحادثة قد منحت الفتاة فرصة ثانية في حياتها.
أول إنقاذ مائي في مسيرة الضباط الشباب
وأوضحت شرطة نيويورك أن الضباط الثلاثة لديهم أقل من أربع سنوات في الخدمة، وأن هذه الواقعة هي أول عملية إنقاذ مائي لهم منذ انضمامهم إلى الجهاز. واعتبر غوبتا أن نجاحهم يعود إلى العمل الجماعي، قائلًا إن وجودهم جميعًا في المكان في الوقت المناسب سمح لهم بإنقاذ الفتاة. وأضاف زميله أمين أن أجمل ما في هذه المهنة هو أن تكون سببًا في إنقاذ حياة إنسان.






