أثار مقطع فيديو جديد صادم موجة جدل في نيويورك، حيث أظهر **عناصر فيدراليين من شرطة الهجرة والجمارك (ICE)** وهم يقتحمون مكتب النائب الفيدرالي جيري نادلر في مانهاتن ويقومون بتكبيل إحدى موظفاته. وقعت الحادثة أثناء محاولة العملاء دخول مكتب النائب في مبنى يضم محكمة هجرة الأسبوع الماضي، وقد حاولت الموظفة منعهم من التقدم نحو غرفة داخلية فقام أحد العناصر بدفعها بعنف وتقييد يديها بالأصفاد. لاحقًا اقتيدت الموظفة إلى خارج المكتب قبل أن يُطلق سراحها دون توجيه تهم.
استنكار ومطالب بتحقيق رسمي: ندّد النائب جيري نادلر بالحادث بشدّة واصفًا تصرّف عناصر وزارة الأمن الداخلي بأنه “تجاوز صارخ وغير قانوني”. وطالب نادلر الكونغرس بفتح تحقيق في الواقعة، معتبرًا أنّ دخول مكتب عضو كونغرس دون مذكرة تفتيش هو انتهاك لاستقلال السلطة التشريعية. كما وصف قيام العملاء بتكبيل موظفة بأنها ممارسة “غير مقبولة على الإطلاق”. وانضم نواب آخرون في نيويورك إلى الإدانة، مشيرين إلى أن ما حدث يسلّط الضوء على تصرفات الوكالات الفيدرالية المثيرة للجدل في تعقّب المهاجرين.
رواية الأمن الداخلي وتبريراتها: في المقابل، أصدرت وزارة الأمن الداخلي (DHS) بيانًا ادعت فيه أن عناصرها توجّهوا إلى المبنى للتحقق من “سلامة الموظفين الفيدراليين”. وزعم البيان أن الموظفة المعنية أصبحت “مواجهة كلاميًا وقامت بإعاقة المرور”، مما دفع العناصر إلى احتجازها مؤقتًا لضمان إتمام مهمة “فحص الأمان”. لكن نادلر نفى هذه الرواية ووصفها بأنها “أكاذيب”، موضحًا أن موظفيه كانوا يراقبون من مكتبه عمليات توقيف مهاجرين خارج قاعة محكمة الهجرة في نفس المبنى، ما أثار حفيظة العناصر التي صعدت إلى مكتبه.
تصعيد الاحتجاجات ومشاريع قوانين حماية المهاجرين: فجّرت الحادثة غضبًا في المجتمع المحلي، حيث نُظمت وقفة احتجاجية حاشدة في ساحة فولي بنيويورك شارك فيها مسؤولون محليون ونشطاء دفاعًا عن حقوق المهاجرين. وردّد المتظاهرون شعار “لا أحد في أمان – حتى موظف فدرالي اعتُقل!” للتأكيد على خطورة ما حدث. وفي أعقاب ذلك، دفع مشرّعون في ولاية نيويورك بمشروعي قانون **”نيويورك للجميع”** و**”الكرامة بلا احتجاز”**، اللذين يهدفان إلى منع سلطات الولاية من التعاون مع عمليات الـICE العشوائية. ويرى مؤيدو هذه القوانين أن من حق نيويورك توفير الحماية للمهاجرين، ولا سيما بعد تصاعد حوادث اعتقال أشخاص من داخل محاكم ومدارس أثناء مواعيدهم الرسمية.
أثر الواقعة على الجالية العربية والمسلمة: أثارت هذه الحادثة مخاوف خاصة لدى الجاليات العربية والمسلمة في نيويورك، والتي كثيرًا ما تعاني من استهداف إجراءات الهجرة المشددة. فعندما يصل الأمر إلى اقتحام مكاتب ممثلي الشعب، يشعر كثيرون أنه لم يعد هناك ملاذ آمن. يقول أحد الناشطين العرب: “إذا كانت موظفة كونغرس لم تسلم من التكبيل لمجرد دفاعها عن المهاجرين، فكيف سنأمن نحن العاديون؟”. وتجددت الدعوات داخل تلك الجاليات لليقظة القانونية، مثل توفير محامين للطوارئ والتواصل مع منظمات الحقوق المدنية تحسبًا لأي انتهاكات قد تطال أفرادها بسبب خلفيتهم أو وضعهم كمهاجرين.