أوقفت السلطات الكوبية مواطنًا مصريًا في مطار خوسيه مارتي الدولي في العاصمة هافانا، بينما كان يحاول الصعود إلى طائرة متجهة إلى نيكاراغوا، في محاولة للوصول إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية. الحادثة، التي وثقتها كاميرات برنامج “¡Alto! Frontera” التلفزيوني، أثارت جدلًا واسعًا بعد نشرها على يوتيوب، حيث ظهر فيها المواطن المصري وهو يصرخ ويتوسل أثناء محاولة منعه من المغادرة.
من تركيا إلى كوبا… ثم نيكاراغوا
وفقًا للفيديو، وصل المسافر المصري إلى كوبا قادمًا من تركيا مستخدمًا تأشيرة سياحية، مدعيًا أنه ينوي قضاء عطلة سياحية. غير أن شكوك السلطات بدأت عندما حاول التوجه إلى نيكاراغوا، التي تُعرف بأنها نقطة انطلاق معتادة للمهاجرين غير النظاميين الساعين لعبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
شاهدوا الفيديو على قناتنا ولا تنسوا الاشتراك في القناة على يوتيوب
وخلال التحقيق معه في صالة رقم ٣ بالمطار، بدا الرجل في حالة اضطراب نفسي واضحة، وراح يصرخ قائلاً: “كوبا! كوبا! مش تركيا، من فضلكم! فيزا سياحة لكوبا!”، في محاولة يائسة لإقناعهم بأنه سائح وليس مهاجرًا.
الضابط: “لا مشكلة… تعال معايا”
تدخل أحد الضباط، برتبة مقدم، وتحدث إليه بلغة إنجليزية بسيطة قائلاً: “لا مشكلة… تعال معايا”، واقتاده إلى أحد المكاتب في المطار. وفي المصعد، أوضح له الضابط بشكل صريح أن السفر إلى نيكاراغوا يجب أن يتم من إسطنبول وليس من هافانا، في إشارة إلى نية السلطات ترحيله إلى بلاده.
داخل المكتب، حاول المسافر المصري تبرير وجوده قائلاً إنه حجز فندقًا في كوبا لتسعة أيام، وأكد أنه جاء بقصد السياحة، لكن الرواية لم تقنع السلطات الكوبية، التي استمرت في إجراءات الترحيل.
الاعتراف بالنية الحقيقية
بحسب ما عرضه البرنامج، اعترف المواطن المصري في النهاية أن هدفه الحقيقي كان الوصول إلى نيكاراغوا ومن ثم العبور إلى أمريكا باستخدام شبكات التهريب المعروفة بـ”الكويّوتس”. وأضاف الضابط الكوبي أن العديد من المصريين الذين يسلكون هذا الطريق هم من المسيحيين المقيمين في المناطق الساحلية من مصر، وأنهم “يخشون على حياتهم في بلد يغلب عليه الطابع الإسلامي”.
وعلى الرغم من أن الرجل لم يرتكب أي جريمة على الأراضي الكوبية، إلا أن السلطات أجبرته على العودة إلى بلده دون توجيه تهم جنائية.
السلطات الكوبية: الهجرة حق… لكن عبر القنوات القانونية
صرّح المقدم المسؤول عن العملية بأن “الهجرة حق إنساني عالمي”، لكنه أكد أن هذا الحق يجب أن يُمارس من خلال الطرق القانونية، مضيفًا أن “كوبا ملزمة بحماية سيادتها ووضع حد لمحاولات العبور غير الشرعية عبر أراضيها”.
سخط على مواقع التواصل الاجتماعي
أثار المقطع المتداول ردود فعل غاضبة على منصات التواصل، حيث علّق أحد المستخدمين قائلاً: “المصري المسكين لم يُسمح له بالوصول إلى نيكاراغوا بسبب مزاعم تتعلق بالهجرة، بينما سُمح لمئات الآلاف من الكوبيين بالسفر إلى نيكاراغوا ومنها إلى أمريكا دون أن يمنعهم أحد. إنه أمر يدعو للسخرية”.
سياق أوسع: كوبا كمعبر نحو أمريكا
تشير تقارير الهجرة إلى أن نيكاراغوا أصبحت نقطة جذب رئيسية للراغبين في الوصول إلى الولايات المتحدة نظرًا لتساهلها مع دخول الأجانب وقربها الجغرافي من الحدود الأمريكية. وتُستخدم كوبا أحيانًا كمحطة عبور مؤقتة، لكن السلطات الكوبية تُظهر حرصًا متزايدًا على الحد من تلك المحاولات وإعادة المهاجرين إلى بلدانهم إذا اشتبهت في نواياهم.
