وصل الرئيس السابق دونالد ترامب إلى نيويورك يوم الاثنين، قبل يوم واحد من استسلامه للسلطات ومثوله أمام المحكمة لأول مرة لمواجهة اتهامات جنائية.
حيث غادر ترامب محل إقامته في Mar-a-Lago في بالم بيتش بولاية فلوريدا، بعد فترة وجيزة من الظهر في سيارة دفع رباعي سوداء، وهبطت طائرته الشخصية في مطار LaGuardia في حوالي الساعة 3:30 مساءً.
وقال مصدر في تطبيق القانون لشبكة CBS News إنه يتم إرسال “العشرات” من عملاء الخدمة السرية الأمريكية لحماية كل خطوة يقوم بها الرئيس السابق.
ويقضي الرئيس السابق ليلته في “برج ترامب” في مانهاتن، قبل أن يتوجه إلى المحكمة في وقت لاحق الثلاثاء.
وسيكشف عن تفاصيل الاتهامات الموجهة لترامب في جلسة استماع ستعقد نحو الساعة 14:15 بالتوقيت المحلي (19:15 بتوقيت غرينتش). وينفي الرئيس السابق ارتكاب أي مخالفات.
وسيكون ترامب أول رئيس يواجه تهمة جنائية في تاريخ الولايات المتحدة.
وكتب الرئيس السابق على حسابه على منصة “تروث سوشل” التي يملكها يوم الأحد قائلاً: “سأذهب صباح الثلاثاء، صدقوا أم لا، إلى قاعة المحكمة”. وأضاف: “لم يكن من المفترض أن تكون أمريكا على هذا النحو”.
وسافر ترامب إلى نيويورك على متن طائرته الخاصة، ومن المتوقع أن يمضي الساعات التي تسبق جلسة الاستماع في مقر إقامته السابق في نيويورك مع مستشاريه القانونيين.
وسيذهب إلى محكمة مانهاتن الجنائية في عملية تشرف عليها تأمين هيئات إنفاذ القانون الأمريكية.وستأخذ بصمات ترامب تبعا لإجراءات التوقيف، لكن ليس واضحاً بعد ما إذا كان سيتم تصويره. وبعد ذلك سيمثل أمام قاضٍ يتلو عليه قرار الاتهام – مجموعة التهم. وسبق أن قال محاموه إنه لن يقر بأنه مذنب.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن ترامب يواجه جنحة واحدة، على الأقل، بسبب تزوير سجلات تجارية. وتشير تقارير أخرى إلى وجود نحو 30 تهمة في لائحة الاتهام.
ومن المتوقع أن يفرج عن الرئيس السابق بكفالة مادية وأن يعود إلى مقره إقامته في فلوريدا مساء الثلاثاء، حيث يرتب لإلقاء كلمة عند الساعة 20.15 بالتوقيت المحلي.
وسبق وصوله إلى نيويورك إجراءات أمنية مشددة في برج ترامب حيث مقر إقامته وخارج قاعة المحكمة.
وقال عمدة مدينة نيويورك إريك أدامز في وقت مبكر من يوم الاثنين، إنه رغم أن المدينة لا تواجه أي تهديدات محددة، يظل المسؤولون جاهزين. وأضاف قائلاً إنه “بينما تفكر بعض العناصر الإثارية في القدوم إلى مدينتنا غداً، رسالتنا واضحة: اضبطوا أنفسكم”.
ما قصة الاتهامات التي تنتظر لترامب؟
في عام 2016، اتصلت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، بمواقع إعلامية وعرضت عليها بيع روايتها عما قالت إنه علاقة مزعومة مع ترامب في عام 2006.
واهتم فريق ترامب بهذا الأمر، ودفع محاميه مايكل كوهين، 130 ألف دولار إلى دانيلز لتلتزم الصمت بشأن القضية.
وهذه الأموال لا تخالف القانون. ومع ذلك، عندما سدد ترامب لمحاميه كوهين الأموال التي دفعت للمثلة الإباحية، جاء في سجلات المدفوعات الخاصة بترامب أن هذه الأموال كانت رسوما قانونية.
ويقول المدعون إن هذا يرقى إلى مستوى تزوير في سجلات العمل.
ومن المحتمل أن يشير المدعون إلى أن هذا يخالف قانون الانتخابات، لأن محاولته إخفاء مدفوعاته لستورمي دانيلز كانت مدفوعة برغبته في ألا يعرف الناخبون بشأن علاقة بها. ويعد التستر على جريمة عن طريق تزوير السجلات جناية، وهي تهمة أكثر خطورة.
لكن حتى المدافعون عن الإجراءات القضائية يقرون بأنه في كلتا الحالتين، فإن هذه ليست قضية واضحة. فلا توجد سابقة لمثل هذه الملاحقة القضائية، وقد باءت المحاولات السابقة لاتهام السياسيين بتجاوز الخط الفاصل بين تمويل الحملات الانتخابية والإنفاق الشخصي بالفشل.