وكالات
تطمح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تعزيز ضخم لطاقة الرياح البحرية في الولايات المتحدة، بحلول عام 2030، من خلال تشييد مشاريع في البحر قادرة على توليد تيار كهربائي، يكفي لأكثر من 10 ملايين منزل في البلاد.
وأفادت وكالة بلومبرغ بأن مسؤولين بارزين في الإدارة كشفوا عن هذا الهدف الجديد، خلال اجتماع عُقد الاثنين مع مسؤولين في الدولة، ومديرين تنفيذيين وقياديين عماليين، في إطار مسعى بايدن لمواجهة الاحتباس الحراري، وتعزيز الطاقة المتجددة، وإزالة انبعاثات غازات الدفيئة، المسبّبة لهذا الاحتباس، من الشبكة الكهربائية بحلول عام 2035.
وفي هذا السياق، اتخذت الهيئة المنظمة الفيدرالية خطوات للمضيّ في بيع حقوق لمزارع رياح بحرية، في المحيط الأطلسي جنوب لونغ آيلاند بنيويورك.
وتتوافق مبادرة طاقة الرياح مع عمل الإدارة بشأن تعهد أميركي جديد لخفض الكربون، يتماشى مع جهود لمنع متوسّط درجات الحرارة العالمية من الارتفاع بأكثر من 1.5 درجة مئوية، عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ونقلت “بلومبرغ” عن جينا مكارثي، المستشارة الوطنية في ملف المناخ، قولها: “يعتقد الرئيس بايدن بأن أمامنا فرصة هائلة. ما من مكان يتضح فيه حجم تلك الفرصة، أكثر من الرياح البحرية”.
وتستهدف الإدارة نشر 30 جيغاوات من قدرة توليد طاقة الرياح البحرية، خلال 9 سنوات، ويتطلّب ذلك تركيب آلاف من التوربينات، القادرة على توليد طاقة أكبر بمئات المرات من منشأتين صغيرين موجودتين في مياه الولاية، وتلك الفيدرالية.
ولتحقيق هذا الهدف، على إدارة بايدن تحقيق توافق في مصالح متنافسة جداً، بما في ذلك تلك لمطوّري المشاريع، وعلماء البيئة، والعمالة المنظمة والصيادين، مع تكريس مزيد من موارد وزارة الداخلية لفحص مشاريع الرياح، المقدّرة بمليارات الدولارات.
ورجّح البيت الأبيض أن تجتذب هذه الفكرة استثمارات رأسمالية سنوية بأكثر من 12 مليار دولار، وتتيح وظائف لـ 44 ألف عامل، في تركيب توربينات على السواحل الأميركية.
وقالت مكارثي: “نتحدث عن توربينات ضخمة تُصنّع في الولايات المتحدة، وعن فولاذ وإسمنت مُصنّعان هنا، وعن سفن خاصة لتثبيت هذه الهياكل الضخمة، التي ترفع علم الولايات المتحدة ومُشيّدة في موانئ أميركية”.
وأشارت “بلومبرغ” إلى ازدهار طاقة الرياح البحرية في شمال أوروبا، حيث ساهمت مساعدات في دعم مشاريع هذا القطاع، في مقابل تراجعها في الولايات المتحدة. ويعود ذلك جزئياً إلى أنها أغلى بكثير من الأنواع الأخرى من الطاقة النظيفة، المستخدمة على البرّ، كما أن على المطوّرين الأميركيين نيل تراخيص كثيرة، محلية وفيدرالية.
ونقلت الوكالة عن أنجي غيلديا، مسؤولة قطاع الطاقة والموارد الأميركية في شركة “كي بي إم جي” KPMG للمحاسبة، قولها: “رغم أن الرياح البحرية هي مشروع أكثر نضجاً في أوروبا من الولايات المتحدة، إلا أنني أتوقع أننا سنشهد مزيداً من التطوّر على الصعيد المحلي”. وأضافت أن استثمارات جديدة قد تركّز على ساحل تكساس، حيث ثمة قواعد أكثر مرونة وتكاليف بناء أقلّ.
وتعلن الإدارة عن خطوات، بما في ذلك تخصيص 230 مليون دولار لتمويل البنية التحتية للموانئ، و3 مليارات دولار على شكل ضمانات قروض لمطوّري المشاريع، ومنح نحو 8 ملايين دولار لـ 15 مشروعاً للبحث والتطوير.
طواحين هواء لإنارة نيويورك
كذلك يتخذ “مكتب إدارة طاقة المحيط”، التابع لوزارة الداخلية، خطوات بشأن بيع حقوق تطوير طاقة الرياح في New York Bight، وهو امتداد ضحل للمحيط الأطلسي، بين لونغ آيلاند ونيوجرسي.
وذكرت “بلومبرغ” أن New York Bight يمكن أن يستوعب طواحين هواء تكفي لتأمين التيار الكهربائي لمدينة نيويورك بالكامل، ولكنه يضمّ أيضاً واحداً من أبرز مواطن المحار في العالم، وهذا نزاع أفسد عمل المكتب خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
ويعلن المكتب أيضاً خططاً لبدء تحليل بيئي لمشروع مُخطط له في المياه قرب نيوجيرسي. وستبلغ سعة مزرعة الرياح 1.1 جيغاوات، يمكن أن تزوّد نصف مليون منزل بالتيار الكهربائي في نيوجيرسي.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن مبادرة الإدارة تستند إلى هدف متواضع أعلن عنه بايدن، بعد أسبوع على تنصيبه، وهو مضاعفة توليد الكهرباء من الرياح في المياه الأميركية، بحلول عام 2030.