في أعقاب حادث إطلاق نار مأساوي وقع في مقرها الرئيسي بمدينة نيويورك، اتخذت رابطة كرة القدم الوطنية الأمريكية (NFL)، وهي الهيئة المنظمة لأشهر رياضة في الولايات المتحدة، خطوات فورية وغير مسبوقة لتعزيز أمن منشآتها في جميع أنحاء البلاد. يوم الجمعة، ٨ أغسطس ٢٠٢٥، أرسلت الرابطة مذكرة عاجلة إلى جميع فرقها، تؤكد فيها أن السلامة أصبحت «الأولوية القصوى» وتلزمها بتطبيق ثلاثة إجراءات أمنية جديدة وصارمة.
الحادث الذي دفع إلى هذه الإجراءات وقع عندما قام رجل يدعى شين تامورا بإطلاق النار داخل مقر الرابطة، مما أسفر عن إصابة شخص في الطابق الثالث والثلاثين قبل أن ينتحر. وكشفت الشرطة أن تامورا سمح لامرأة واحدة بالمغادرة دون أذى قبل أن يصعد في المصعد لتنفيذ هجومه. وفي مذكرة تركها خلفه، زعم تامورا أنه ربما كان يعاني من اعتلال الدماغ الرضخي المزمن (CTE)، وهو مرض دماغي تنكسي يرتبط بالصدمات المتكررة للرأس، وهو ما يمثل قضية صحية خطيرة ومثيرة للجدل في عالم كرة القدم الأمريكية.
الإجراءات الأمنية الجديدة
المذكرة، التي وقعها كبير مسؤولي الأمن والمستشار العام للرابطة، حددت ثلاثة تدابير رئيسية يجب على جميع الفرق والمكاتب التابعة للرابطة تطبيقها في أسرع وقت ممكن:
- تحديث تقييمات التهديد: يجب على جميع المنشآت إجراء تقييمات جديدة للمخاطر المحتملة بهدف تحديد التهديدات والتعامل معها بشكل استباقي ومبكر.
- وجود أمني مسلح: فرض وجود ضباط شرطة مسلحين أو حراس أمنيين في جميع مكاتب الفرق والرابطة طوال ساعات تواجد اللاعبين أو الموظفين.
- فحص الأسلحة عند المداخل: إضافة نقاط تفتيش لفحص الأسلحة عند مداخل هذه المباني، على غرار الإجراءات الأمنية المطبقة في الملاعب خلال أيام المباريات.
وجاء في المذكرة: «لا توجد أولوية أعلى من سلامة وشعور لاعبينا ومدربينا وموظفينا وكل من يعمل في منشآتنا وحولها». واعترفت الرابطة بأن هذه التغييرات ستتطلب «وقتًا وتنسيقًا وموارد»، لكنها شددت على أن السلامة «أمر أساسي» ولا يمكن التهاون فيه. بالنسبة للجاليات العربية والمهاجرة، يوضح هذا الحادث كيف يمكن لعمل عنف فردي أن يؤدي إلى تغييرات واسعة النطاق في سياسات الأمن والسلامة للمؤسسات الكبرى في أمريكا، مما يؤثر على بيئة العمل والحياة اليومية.
