الولايات المتحدة

بعد 33 عامًا في أمريكا: ترحيل جدة تبلغ من العمر 73 عامًا يثير غضبًا واسعًا

في قضية وصفتها جماعات حقوق المهاجرين بأنها فعل من “القسوة الممنهجة”، تم ترحيل السيدة هارجيت كور، وهي جدة تبلغ من العمر 73 عامًا من إقليم البنجاب الهندي، من الولايات المتحدة إلى الهند هذا الأسبوع بعد أن عاشت في أمريكا لأكثر من ثلاثة عقود. وصلت السيدة كور إلى مطار أنديرا غاندي الدولي في دلهي في 23 سبتمبر، منهية بذلك فصلاً طويلاً من حياتها في الولايات المتحدة بطريقة مفاجئة وقاسية.

بدأت محنة السيدة كور في 8 سبتمبر، عندما ذهبت لما اعتقدت أنه إجراء روتيني لتسجيل الحضور في مكتب إدارة الهجرة والجمارك (ICE) في سان فرانسيسكو. وبدلاً من ذلك، تم اعتقالها على الفور. وخلال الأسبوعين التاليين، تم نقلها بين مراكز الاحتجاز في فريسنو وبيكرسفيلد، حيث أفاد أفراد عائلتها بأنها لم تتمكن من الحصول بشكل منتظم على أدويتها الموصوفة لمرض ارتفاع ضغط الدم والسكري، مما عرض صحتها للخطر.

تفاصيل الترحيل ومعاملة “غير إنسانية”

وفقًا لمحاميها، ديباك أهلواليا، تم إخراجها فجأة من مركز الاحتجاز في بيكرسفيلد ونقلها إلى لوس أنجلوس، حيث وُضعت على متن طائرة مستأجرة تابعة لـ ICE متجهة إلى جورجيا، ومن هناك إلى نيودلهي. ووصف أهلواليا رحلة عودتها بأنها كانت قاسية، حيث تعرضت للتكبيل لفترات طويلة، واحتُجزت في زنازين خرسانية فارغة، وحُرمت من وسائل الراحة الأساسية. وقال في منشور على إنستغرام: «لم يُسمح لها حتى بتوديع عائلتها أو جمع ممتلكاتها»، واصفًا عملية الترحيل بأنها “غير إنسانية”.

وأضاف المحامي أن عائلتها كانت قد طلبت مطلبين بسيطين من السلطات: «أولاً، إعادتها على متن رحلة تجارية، وثانيًا، السماح لها بمقابلة عائلتها لبضع ساعات. لكنهم رفضوا الاستماع».

ردود الفعل ودفاع السلطات

أثار ترحيل السيدة كور، وهي أرملة مسنة لها روابط عميقة بالمجتمع وسجل نظيف، احتجاجات في كاليفورنيا، حيث تظاهر المئات رافعين لافتات كتب عليها “ارفعوا أيديكم عن جدتنا”. وقد وصف “تحالف السيخ”، الذي تبنى قضيتها، الإجراء بأنه “غير مقبول على الإطلاق”. وقال التحالف في بيان: «هذا الترحيل لا يتعلق بجدة واحدة فقط، بل بالقسوة الممنهجة التي تُمارس على عائلات المهاجرين الذين عاشوا وعملوا وخدموا مجتمعاتهم في أمريكا لعقود».

من جانبها، دافعت إدارة ICE عن قرارها، قائلة لشبكة “بي بي سي” إن السيدة كور «استنفدت جميع سبل الإنصاف القانونية» بعد أن خسرت استئنافاتها المتعددة. وأضافت الوكالة: «الآن بعد أن استنفدت جميع سبل الانتصاف القانونية، تقوم ICE بإنفاذ قانون الولايات المتحدة وأوامر القاضي؛ ولن تضيع المزيد من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين».

تجسد قضية هارجيت كور التوتر بين التطبيق الصارم للقانون والتكلفة الإنسانية الباهظة لسياسات الترحيل المتسارعة، وتطرح أسئلة عميقة حول ما إذا كانت هذه السياسات تستهدف بالفعل “أسوأ الأسوأ” من المجرمين، كما تزعم الإدارة، أم أنها تشمل أيضًا أفرادًا مسنين وضعفاء أصبحوا جزءًا من النسيج الاجتماعي الأمريكي على مدى عقود.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !