أدى السوق المزدهر للإيجارات الفاخرة في مانهاتن، نيويورك، إلى بروز فئة جديدة في السوق «الإيجار بـ 100 ألف دولار شهريًا».
وفقاً لتقرير «سي إن بي سي»، يتزايد الطلب على إيجارات البيوت الفارهة في مانهاتن، حيث يقرر عدد أكبر من المشترين الأثرياء الاكتفاء بالإيجار بدل الشراء. في الوقت نفسه، يختار عدد أكبر من ملاك البنتهاوس والمنازل ذات الأسعار المرتفعة تأجيرها لتغطية تكاليفها الشهرية المرتفعة.
وقال جوناثان ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة «ميلر صمويل» للتقييم: «كان هناك تحول كبير نحو التأجير من الشراء».
في سوق مانهاتن للتأجير الفاخر، يمكن للأثرياء الشراء ولكنهم لا يريدون القيام بخطوات مخاطرة في ظل الكثير من عدم اليقين حول سوق العقارات. وقد أدت التغييرات الضريبية الفيدرالية والمحلية، وتجدد الحديث عن ضريبة مقطوعة، إضافة إلى زيادة المعروض من الشقق الفاخرة إلى انخفاض الأسعار والمبيعات في مانهاتن لعامين متتاليين. نتيجة لذلك، ازدهر سوق الإيجار الفاخر، وسط ارتفاع في الأسعار والطلب، مقابل تراجع البيع.
وانخفض متوسط أسعار مبيعات المنتجات الفاخرة – التي تُعرف بأنها أعلى 10٪ من السوق – بنسبة 10٪ على أساس سنوي، وفقًا لميلر صمويل. لكن متوسط الإيجارات الفاخرة ارتفع بالمقابل 4٪. كلما ارتفعت سوق إيجار أعلى فئة التي تشكل 1٪ من السوق بنسبة 17٪.
ووصلت أسعار الإيجارات الراقية إلى مستويات قياسية جديدة. فبلغ إيجار شقة في شارع «15 سنترال بارك ويست» 125000 دولار شهرياً في إبريل الماضي، وفقاً لميلر. واستُأجر عقاران آخران على الجانب الشرقي الأعلى مقابل 85,000 دولار شهريًا، بينما استُأجر ما لا يقل عن 6 بيوت راقية بأكثر من 75,000 دولار شهريًا.
ويعد البنتهاوس في شارع ليونارد 56، أحد أكثر الإيجارات الفاخرة ارتفاعاً في السوق – وهو عبارة عن برج زجاجي جديد تبلغ مساحة الوحدة فيه 6000 قدم مربعة، ويتألف من 56 طابقًا على ارتفاع 14 قدمًا للطابق ونوافذ مرتفعة تطل على جميع مناطق مانهاتن السفلى. الشقق في هذا المبنى من ست غرف نوم و4 حمامات وتزدان الشقق فيه بمجموعة فنية من الأعمال الأوروبية القديمة التي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات.
وقال تيموثي ميلزر، وسيط تأجير المبنى، إن العديد من الأثرياء اليوم يريدون اختبار الشقة قبل الشراء.
وأضاف: «في بعض الأحيان يريد الناس تجربة أحد الأحياء أو معرفة ما إذا كانوا سيحبون المبنى».
تم شراء الطبقة العليا من قبل مجموعة من المستثمرين في عام 2016 مقابل حوالي 30 مليون دولار. وقال ميلزر إن المستثمرين استثمروا ملايين إضافية في تجديد وتصميم الشقة وطرحها للإيجار وليس للبيع.
بعد الإيجار الذي يصل إلى 1.4 مليون دولار في السنة، سيحتاج المستأجرون إلى حوالي 500 ألف دولار بين الوديعة وعمولات الإيجار وشهر مقدماً قبل الانتقال للسكن.
وبينما كان لديه العديد من الطلبات المتزايدة للاطلاع على الشقة من رجال أعمال من هونج كونج، لم يقم أحد بعد باستئجار العقار للعام المقبل. ويرفض الملاك التأجير لشهر أو شهرين فقط. واختتم بالقول: «يجب أن يكون التأجير لمدة عام.. إنها قيمة رائعة».