كشفت تقارير إعلامية موثوقة أن وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) تستعد لنشر فرق الاستجابة الخاصة في خمس مدن رئيسية يحكمها الديمقراطيون. وتشمل المدن المستهدفة نيويورك، فيلادلفيا، شيكاغو، سياتل، وشمال فرجينيا. هذه الوحدات التكتيكية مجهزة بمركبات مدرعة ومعدات متقدمة، وقد وُضعت في حالة استعداد للنشر، إلا أن التوقيت الدقيق لبدء العمليات لم يُعلن بعد. وتُعرف هذه المدن بسياسات “المدن الملاذ” التي تحد من تعاونها مع السلطات الفيدرالية في قضايا الهجرة المدنية.
تصعيد غير مسبوق في حملات الاعتقال
تأتي هذه الخطط ضمن توجيهات مباشرة من البيت الأبيض لرفع عدد الاعتقالات اليومية إلى 3000 حالة، وهو رقم قياسي يمثل زيادة هائلة مقارنة بالمعدلات السابقة. وقد هدد كبار المسؤولين في الإدارة بإقالة قيادات ICE في حال عدم تحقيق هذه الأرقام. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن إجمالي الاعتقالات تجاوز 100,000 شخص هذا الأسبوع، مع تسجيل أكثر من 2200 اعتقال في يوم واحد مؤخراً. كما ارتفع عدد المحتجزين في مراكز ICE إلى أكثر من 54,000 شخص، وهو أعلى رقم منذ عام 2019.
التكتيكات الجديدة والمثيرة للجدل
- الاعتقالات الجانبية: تشمل اعتقال أفراد العائلة أو أشخاص متواجدين في مكان الهدف حتى لو لم يكونوا مطلوبين أصلاً، ما يثير مخاوف حقوقية ودستورية.
- اعتقالات المحاكم والمواعيد الإلزامية: يتم اعتقال المهاجرين فور انتهاء جلسات المحكمة أو أثناء حضورهم مواعيدهم مع ICE، وقد تم توثيق حالات اعتقال جماعي بهذه الطريقة.
- مداهمات في أماكن العمل: تنفذ ICE حملات واسعة في مطاعم ومتاجر ومصانع، مستخدمة فرقاً تكتيكية مدججة بالسلاح وبأسلوب عسكري.
التأثير على المجتمعات العربية والمسلمة
تواجه العائلات العربية، خاصة من اليمن والصومال وسوريا، مخاطر متزايدة في ظل هذا التصعيد، حيث يعيش كثير منهم في المدن المستهدفة ويعتمدون على الحماية النسبية التي توفرها سياسات “المدن الملاذ”. وتشير تقارير إلى حالات ترحيل أطفال مواطنين أمريكيين مع ذويهم المهاجرين، ما يؤدي إلى انفصال عائلي قسري وأزمات إنسانية.
كما أصبح العديد من طالبي اللجوء يخشون حضور جلسات المحكمة أو مواعيد ICE خوفاً من الاعتقال الفوري، ما يعقد أوضاعهم القانونية ويدفع بعضهم للاختباء.
السياق الأوسع: احتجاجات وتوترات متصاعدة
تتزامن هذه العمليات مع التحضيرات لاحتجاجات واسعة النطاق ضد سياسات الهجرة، أبرزها احتجاجات “لا ملوك” المقررة في 14 يونيو، والتي تعارض العرض العسكري الذي يخطط له الرئيس ترامب. كما شهدت لوس أنجلوس مؤخراً نشر الحرس الوطني ومشاة البحرية لقمع الاحتجاجات، في سابقة أثارت جدلاً واسعاً حول عسكرة التعامل مع المظاهرات.
التحديات القانونية والدستورية
رغم أن سياسات “المدن الملاذ” تحد من تعاون السلطات المحلية مع ICE، إلا أنها لا تمنع الوكالات الفيدرالية من تنفيذ عملياتها مباشرة. وتواجه ICE حالياً دعاوى قضائية تتعلق بالاعتقالات دون مذكرات رسمية وانتهاك الحقوق الدستورية للمهاجرين.
نصائح للحماية القانونية
- الاستعانة بمحامٍ متخصص في الهجرة فوراً عند مواجهة أي إجراء من ICE.
- عدم فتح الباب لأي عميل فيدرالي دون مذكرة قضائية رسمية.
- الاحتفاظ بجميع الوثائق القانونية والأوراق الثبوتية في مكان آمن ومنظم.
- معرفة الحقوق الدستورية، وأهمها الحق في الصمت والحق في محامٍ.
- إعداد خطة طوارئ للأطفال في حال اعتقال الوالدين، وتوثيق جميع الوثائق في أماكن متعددة.
- تشاور مع محامٍ قبل حضور أي موعد مع ICE، وحاول حضور المحامي معك إذا أمكن.
هذا التصعيد في عمليات ICE يمثل تحولاً جذرياً في سياسة الهجرة الأمريكية، مع تداعيات خطيرة على المجتمعات المهاجرة في المدن الديمقراطية الكبرى، وخاصة العائلات العربية والمسلمة.