إذا نظرت إلى السماء أثناء المشي في أحياء المدن الأمريكية، ستلاحظ منظراً غريباً: أحذية رياضية معلقة من أربطتها على أسلاك الكهرباء والهاتف. هذه الظاهرة، المعروفة باسم « shoefiti »، تحمل معاني متعددة ومثيرة للجدل، بعضها بريء وبعضها الآخر مقلق.
النظريات المتعددة
النظرية الأكثر إثارة للقلق تربط هذه الأحذية المعلقة بأنشطة العصابات وتجارة المخدرات. وفقاً لهذه النظرية، تُستخدم الأحذية كعلامات لتحديد المناطق التي تُباع فيها المخدرات أو لترسيم حدود نفوذ العصابات. رئيس شرطة من ألاباما وأعضاء مجلس مدينة جاكسون في ميسيسيبي يؤكدون هذا التفسير.
لكن شرطة نيويورك تنفي هذا الأمر تماماً. متحدث باسم إدارة شرطة نيويورك قال لصحيفة نيويورك تايمز: « لا أعتقد أن هذا النوع من الأشياء يُعلن عنه بترك علامة ». كما وصف رؤساء شرطة آخرون هذه النظرية بأنها « أسطورة حضرية ».
المعاني البديلة
هناك تفسيرات أخرى أكثر حزناً وإنسانية. كثير من هذه الأحذية تُعلق كنصب تذكاري لأشخاص توفوا، خاصة ضحايا العنف المسلح. الفكرة أن الشخص المتوفى الآن « يمشي في السماء ». يقول سجين سابق من عصابة Bloods إن الأحذية في مدينة كانساس سيتي كانت تُستخدم « لتحديد منطقة طاقمك وحيكم »، وأحياناً لتمثيل « الرجال الذين قُتلوا من كل حي ».
تفسيرات أخرى تشمل الاحتفال بالتخرج أو إنهاء الخدمة العسكرية، أو حتى المزاح بين الأطفال. أحياناً تكون النتيجة لتنمر مدرسي، حيث يسرق المتنمرون أحذية زملائهم ويرمونها في مكان لا يمكن الوصول إليه.
سيناريو في الحياة الواقعية
محمد، مهندس عربي انتقل حديثاً إلى بروكلين، لاحظ أحذية معلقة على أسلاك الكهرباء بالقرب من شقته الجديدة. قلق من أن تكون المنطقة خطيرة، سأل جاره الأمريكي عن الأمر. أخبره الجار أن هذه الأحذية معلقة هناك منذ سنوات تذكاراً لشاب محلي مات في حادث سيارة، وأن العائلة والأصدقاء يعلقون أحذية جديدة كل عام في ذكرى وفاته.
الحقيقة أن هذه الظاهرة لا تحمل معنى واحداً عالمياً. المعنى يختلف حسب المنطقة والسياق الثقافي. للمهاجرين الجدد، من المهم عدم القفز إلى استنتاجات سريعة، بل السؤال والتعرف على السياق المحلي لفهم ما تعنيه هذه الرموز في منطقتهم تحديداً.
