في خطوة سياسية مفاجئة قد تغير مسار السباق الانتخابي لرئاسة بلدية نيويورك، أعلن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي، حكيم جيفريز، يوم الجمعة عن تأييده الرسمي للمرشح الديمقراطي الاشتراكي زهران ممداني. جاء هذا الإعلان قبل أقل من 24 ساعة من بدء التصويت المبكر، منهيًا بذلك أشهرًا من التكهنات والضغوط داخل الحزب الديمقراطي بشأن موقف أحد أبرز قادته من مرشح تقدمي أثارت مواقفه جدلًا واسعًا.
أهمية تأييد جيفريز
يُعتبر حكيم جيفريز، الذي يمثل منطقة بروكلين في الكونغرس، أول أمريكي من أصل أفريقي يقود كتلة حزبية في أي من مجلسي الكونغرس، مما يمنح تأييده وزنًا سياسيًا كبيرًا ليس فقط في نيويورك بل على المستوى الوطني. وكان جيفريز قد حافظ على صمته لفترة طويلة، مما عكس حذر المؤسسة الديمقراطية من تبني مرشح ينتمي إلى تيار «الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا» ويحمل أجندة يسارية متقدمة. ويُنظر إلى هذا التأييد على أنه محاولة استراتيجية لتوحيد صفوف الحزب الديمقراطي قبل انتخابات منتصف الولاية لعام 2026، حيث يسعى الجمهوريون لربط الديمقراطيين بمواقف ممداني الاشتراكية لتصوير الحزب بأنه راديكالي.
تفاصيل بيان التأييد
أقر جيفريز في بيانه بوجود «مجالات من الخلاف المبدئي» مع ممداني، لكنه شدد على ضرورة وحدة الحزب في مواجهة ما وصفه بالتهديد «الوجودي» الذي يمثله الرئيس دونالد ترامب. وأشاد جيفريز بممداني لتركيزه المستمر على «معالجة أزمة القدرة على تحمل التكاليف» والتزامه الصريح بأن يكون «عمدة لجميع سكان نيويورك، بمن فيهم أولئك الذين لا يؤيدون ترشيحه».
وأضاف جيفريز في بيانه: «لقد فاز زهران ممداني، إلى جانب مارك ليفين وجومان ويليامز، بترشيحات الحزب الديمقراطي لمنصب العمدة والمراقب المالي والمحامي العام في انتخابات حرة ونزيهة. وبهذه الروح، أؤيده وأؤيد القائمة الديمقراطية بأكملها على مستوى المدينة في الانتخابات العامة».
التداعيات السياسية
يأتي تأييد جيفريز في وقت حاسم، حيث من المرجح أن يشجع ديمقراطيين آخرين من التيار المعتدل والوسطي على الالتفاف حول ممداني، مما يساعد على سد الانقسامات بين التيار الرئيسي للحزب وأعضائه ذوي الميول اليسارية. كما يعزز هذا الدعم من مصداقية ممداني لدى الناخبين وقادة الحزب، مشيرًا إلى أنه حتى الديمقراطيون الحذرون في المؤسسة يرون فيه مرشحًا قادرًا على قيادة المدينة. وفي المقابل، استغل الجمهوريون هذا التأييد لمهاجمة الديمقراطيين، حيث صرح رئيس الحزب الجمهوري في نيويورك، إد كوكس: «هل بقي أي ديمقراطي معتدل؟ على كل ديمقراطي منتخب – في نيويورك وعلى المستوى الوطني – الإجابة على هذا السؤال: هل تقف مع زهران ممداني أم مع المبادئ التي تأسست عليها جمهوريتنا؟»
