الولايات المتحدة

تبرئة رجل ألقى «ساندوتش» على ضابط فيدرالي بواشنطن

قضت محكمة في العاصمة الأمريكية واشنطن ببراءة رجل متهم بإلقاء شطيرة على عميل فيدرالي من تهمة “الاعتداء البسيط” (Misdemeanor Assault)، بعد محاكمة لفتت الأنظار بسبب طرافتها وطابعها السياسي في آن واحد.

تفاصيل الحادثة

الحادثة تعود إلى شهر أغسطس الماضي، حين ألقى رجل يُدعى شون دن (Sean Dunn) شطيرة من نوع “صب مارين” (Submarine-style sandwich) على ضابط من هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) كان يقف عند تقاطع مزدحم في شمال غرب واشنطن. وجاء ذلك وسط احتجاجات على الوجود المكثف للقوات الفيدرالية والحرس الوطني في العاصمة بأمر من الرئيس دونالد ترامب ضمن حملته لمكافحة الجريمة.

أظهرت مقاطع الفيديو التي استندت إليها لائحة الاتهام أن دن كان يصرخ في وجه الضابط ومجموعة من العناصر المجاورة له قبل أن يرمي الشطيرة باتجاه صدر الضابط، ثم حاول الهرب قبل أن يتم توقيفه.

الحجج القانونية والطريفة داخل المحكمة

قالت محامية الدفاع جوليا غاتو أمام هيئة المحلفين إن موكلها «قام بالفعل بإلقاء الشطيرة»، لكنها وصفت التصرف بأنه «إشارة احتجاج رمزية لا يمكن أن تسبب ضررًا». أما الضابط المتضرر غريغوري ليرمور فأدلى بشهادة أثارت الضحك في قاعة المحكمة حين قال إنه «شعر بالشطيرة من خلال السترة الواقية» وإن «الخردل والبصل تناثرا على زيه»، مشيرًا إلى أنه وجد «خيط بصل معلقًا بجهاز الاتصال اللاسلكي في تلك الليلة».

النيابة: «الحد الفاصل بين التعبير والعنف»

الادعاء العام جادل بأن القضية «ليست عن التعبير عن الرأي، بل عن تجاوز الحد القانوني»، مؤكدًا أن رمي الشطيرة بقوة يمثل استخدامًا للقوة ويقع ضمن تعريف الاعتداء. وقال أحد المدعين: «للمتهم الحق في الكلام، لكنه لا يملك الحق في أن يضرب أحدًا، حتى لو كان ذلك بشطيرة».

الدفاع: «شطيرة لا تُخيف أحدًا»

أما المحامية سابرينا شروف فقالت في مرافعتها إن ما فعله موكلها لا يمكن اعتباره اعتداءً حقيقيًا، مشبهة تصرفه بـ«نوبة غضب طفل صغير يرمي دميته»، مؤكدة أن الضابط لم يكن معرضًا لأي خطر لأن السترة الواقية من الرصاص «بالتأكيد ستحميه من شطيرة». وأضافت: «شطيرة بطول قدم واحدة من مطعم صبواي لا يمكنها إحداث أي ضرر جسدي».

البراءة بعد الجدل

بعد جلسات مطوّلة وسجالات بين الطرفين، قررت هيئة المحلفين تبرئة شون دن من التهمة. ولم يُدلِ المتهم بشهادته خلال المحاكمة، كما لم يقدم فريق الدفاع أي أدلة مضادة، مكتفيًا بالتشكيك في نية الاعتداء وغياب أي تهديد فعلي.

خلفية: الاحتجاجات وسياسات ترامب الأمنية

تأتي القضية في سياق التوترات التي تشهدها العاصمة منذ أن أطلقت إدارة الرئيس ترامب حملة أمنية موسعة نشرت بموجبها قوات فيدرالية ووحدات من الحرس الوطني في واشنطن، لمكافحة ما وصفته بـ«تصاعد الجريمة والفوضى». وقد اعتُبر تصرف دن آنذاك رمزًا ساخرًا للاحتجاج ضد تلك السياسات، خصوصًا بعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

خسارة الوظيفة رغم البراءة

ورغم صدور الحكم بالبراءة، فقد فُصل دن من عمله ككاتب قانوني (Paralegal) في وزارة العدل الأمريكية، حيث كان يعمل في مكتب الشؤون الدولية التابع للإدارة الجنائية. وأكد مصدر في الوزارة أن فصله جاء بعد الحادثة مباشرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !