بعد أربع سنوات تقريبًا من كارثة إعصار “إيدا” التي أودت بحياة ١٣ شخصًا في مدينة نيويورك، بينهم ١١ غرقوا داخل شقق البيسمنت (القبو)، لا تزال الولاية والمدينة تتقاعسان عن اتخاذ خطوات جادة لحماية السكان الأكثر هشاشة من تكرار المأساة، وفقًا لمقال رأي مشترك لأعضاء مجلس المدينة ساندي نيرس وشيكار كريشنان.
فيضانات متكررة وأرواح مهددة
في الأول من سبتمبر عام ٢٠٢١، أسقط إعصار “إيدا” ما يعادل ٩ بوصات من الأمطار في غضون ساعات قليلة، ما تسبب في فيضانات واسعة النطاق غمرت الشوارع والأنفاق السفلية وحتى المنازل. منذ ذلك الحين، لم تتغير الأمور كثيرًا، حيث شهدت المدينة في يوليو الجاري واحدة من أغزر ساعات المطر منذ “إيدا”، أدت مجددًا إلى تدفق المياه إلى شقق البيسمنت غير المرخصة وغير الآمنة.
وأكد الكاتبان أن مئات الآلاف من سكان نيويورك، معظمهم من الطبقة العاملة والمهاجرين، يعيشون في وحدات سكنية في البيسمنت، ويواجهون خطر الموت كل مرة تهطل فيها الأمطار.
مطالب بإدراج الأحياء المهمّشة في برنامج السلامة
انتقد نيرس وكريشنان استبعاد العديد من الأحياء الأكثر تضررًا – مثل بوشويك وإيست نيويورك وكورونا وأستوريا – من البرنامج التجريبي الذي تم تجديده حديثًا لتحويل شقق البيسمنت إلى وحدات سكنية آمنة، رغم رفع العقبات القانونية أمامه. وأشاروا إلى أن هذا الاستبعاد جاء نتيجة ضغط من بعض ممثلي تلك الأحياء في الولاية، مما فاقم الأزمة بدلًا من معالجتها.
وطالبا عبر القرار ٩٩١ في مجلس مدينة نيويورك، الهيئة التشريعية في ألباني بإقرار مشروعي القانون A.597 و S.2507 لتوسيع نطاق البرنامج التجريبي ليشمل هذه المجتمعات المهمّشة.
تخفيضات في تمويل الطوارئ زادت الطين بلّة
أشار الكاتبان إلى أن الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين خفّضوا أكثر من ٣٠٠ مليون دولار من تمويل FEMA لمشاريع التخفيف من الفيضانات في نيويورك، ما زاد من هشاشة البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية.
التحذير الأخير قبل الكارثة القادمة
اختتم المقال بتحذير صريح: “السلامة في شقق البيسمنت ليست ترفًا، بل مسألة حياة أو موت. لا يمكننا انتظار العاصفة القادمة لتذكّرنا بفشلنا. لقد كانت (إيدا) جرس إنذار، والوقت ينفد”.
