أصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيرًا من موجة حر شديدة ستضرب منطقة نيويورك ابتداءً من ظهر يوم الأحد، ومن المتوقع أن تستمر حتى مساء الثلاثاء. وحذرت الهيئة من أن مؤشر الحرارة، وهو ما يعرف بـ “درجة الحرارة المحسوسة” التي تأخذ في الاعتبار الرطوبة، قد يصل إلى 110 درجات فهرنهايت (حوالي 43 درجة مئوية)، مما يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، خاصة لأولئك الذين يعملون أو يقضون وقتًا في الهواء الطلق.
وقد أعلنت المدينة عن فتح “مراكز تبريد” (Cooling Centers) في جميع أنحاء الأحياء الخمسة. هذه المراكز هي أماكن عامة مكيفة الهواء، مثل المكتبات العامة والمراكز المجتمعية، حيث يمكن للسكان، وخاصة كبار السن والأطفال والأشخاص الذين لا يملكون مكيفات هواء في منازلهم، اللجوء إليها للحماية من الحرارة الشديدة. على سبيل المثال، ستعمل مكتبة هاولاند العامة في بيكون ومكتبة ديزموند-فيش في غاريسون كمراكز تبريد خلال ساعات عملها.
نصائح السلامة وماذا يجب أن تفعل
نصحت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية باتخاذ احتياطات صارمة خلال هذه الفترة. وتشمل هذه التوصيات إعادة جدولة أي أنشطة بدنية شاقة إلى ساعات الصباح الباكر أو في المساء لتجنب الإرهاق الحراري أو ضربة الشمس. كما شددت على أهمية ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وشرب كميات كبيرة من الماء، حتى لو لم تشعر بالعطش. ويجب على السكان أيضًا تفقد جيرانهم وأصدقائهم وأفراد أسرهم من الفئات الضعيفة، مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، للتأكد من سلامتهم. بالنسبة للعمال الذين يعملون في الهواء الطلق، توصي إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) بأخذ فترات راحة متكررة في أماكن مظللة أو مكيفة.
قضية عدالة بيئية: من هم الأكثر تضررًا؟
تتجاوز موجة الحر كونها مجرد إزعاج لتصبح قضية عدالة اجتماعية وبيئية. فالفئات الأكثر تضررًا هي غالبًا الأسر ذات الدخل المنخفض والجاليات المهاجرة. يعيش الكثير من هؤلاء السكان في شقق مكتظة ذات تهوية سيئة وبدون تكييف هواء، وهو ما يجعل منازلهم أكثر سخونة من الخارج. علاوة على ذلك، يعمل العديد من المهاجرين في وظائف تتطلب مجهودًا بدنيًا في الهواء الطلق، مثل البناء وتوصيل الطلبات والزراعة، ولا يمكنهم تحمل تكلفة التغيب عن العمل. وبالتالي، فإن موجة الحر لا تعرض صحتهم للخطر فحسب، بل تكشف أيضًا عن أوجه عدم المساواة العميقة في السكن والعمل التي تواجهها هذه الجاليات في المدينة، مما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع أخطر آثار تغير المناخ.