شهدت مدينة أحمد آباد الهندية اليوم الخميس كارثة جوية مروعة عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة إير إنديا بعد دقائق قليلة من إقلاعها، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب والطاقم البالغ عددهم 242 شخصاً، في أول حادث مميت لطائرة بوينغ 787 دريملاينر منذ دخولها الخدمة عام 2011.
تفاصيل الحادث
أقلعت الرحلة الجوية رقم AI171 التابعة لشركة إير إنديا من مطار سردار فالابهاي باتيل الدولي في أحمد آباد في تمام الساعة 1:38 ظهراً بالتوقيت المحلي متجهة إلى مطار غاتويك في لندن. وبعد دقائق قليلة من الإقلاع، سقطت الطائرة في منطقة ميغاني ناغار السكنية القريبة من المطار، حيث اصطدمت بمبنى سكني للطلاب في كلية بي جيه الطبية.
وأفادت إدارة الطيران المدني الهندية أن الطائرة أرسلت نداء استغاثة “ميداي” إلى برج المراقبة بعد إقلاعها مباشرة، قبل أن تفقد الاتصال بها. وكانت الطائرة قد وصلت إلى ارتفاع 625 قدماً فقط قبل أن تبدأ في الهبوط وتتحطم خارج محيط المطار.
الضحايا والركاب
كان على متن الطائرة 242 شخصاً، من بينهم 230 راكباً و12 من أفراد الطاقم (طيارين اثنين و10 من طاقم الضيافة). وحسب بيانات شركة إير إنديا، كان من بين الركاب 169 هندياً و53 بريطانياً وسبعة برتغاليين وكندي واحد.
ومن بين الشخصيات البارزة التي كانت على متن الطائرة رئيس وزراء ولاية غوجارات السابق فيجاي روباني. كما أسفر الحادث عن مقتل خمسة من طلاب الطب في المبنى الذي اصطدمت به الطائرة، وإصابة نحو 40 آخرين.
عمليات الإنقاذ والاستجابة
فور وقوع الحادث، هرعت فرق الإطفاء وسيارات الإسعاف إلى موقع التحطم، وتم إرسال فرق من قوة الاستجابة الوطنية للكوارث من غانديناغار وفادودارا. وأظهرت لقطات من موقع الحادث ألسنة اللهب والدخان الكثيف المتصاعد من حطام الطائرة.
وقد تم تعليق جميع العمليات في مطار أحمد آباد بشكل مؤقت، وتم إنشاء ممر أخضر لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة. كما تم إنشاء مركز للطوارئ في المطار لمساعدة عائلات الضحايا.
ردود الفعل الرسمية
أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن حزنه العميق إزاء الحادث، وقال في تغريدة على منصة إكس: “المأساة في أحمد آباد صدمتنا وأحزنتنا. إنها مفجعة بما لا يمكن وصفه بالكلمات. في هذه الساعة الحزينة، أفكاري مع كل من تأثر بها. لقد كنت على اتصال بالوزراء والسلطات الذين يعملون على مساعدة المتضررين”.
كما أعرب وزير الطيران المدني الهندي رام موهان نايدو كينجارابو عن صدمته، وقال إنه يتابع الوضع شخصياً وقد وجه جميع وكالات الطيران والاستجابة للطوارئ باتخاذ إجراءات سريعة ومنسقة.
وأصدر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بياناً قال فيه: “مشاهد تحطم طائرة متجهة إلى لندن تحمل العديد من المواطنين البريطانيين في مدينة أحمد آباد الهندية مدمرة. أفكاري مع الركاب وعائلاتهم في هذا الوقت المؤلم للغاية”.
الطائرة وسجل السلامة
كانت الطائرة المنكوبة من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، مسجلة تحت رمز VT-ANB، وكان عمرها 11 عاماً. وقد تم تسليمها لشركة إير إنديا في 28 يناير 2014. ويعد هذا الحادث هو الأول من نوعه الذي يؤدي إلى خسائر بشرية لطائرة من طراز بوينغ 787 منذ دخولها الخدمة عام 2011.
وكان قائد الطائرة الكابتن سوميت سابهاروال الذي يتمتع بخبرة 8200 ساعة طيران، ومساعده الضابط الأول كلايف كوندار الذي لديه خبرة 1100 ساعة طيران.
التحقيقات الجارية
أعلنت المديرية العامة للطيران المدني في الهند أنها ستفتح تحقيقاً رسمياً في الحادث، بالتعاون مع خبراء فنيين من شركة بوينغ. وقد أفادت التقارير الأولية أن الطائرة كانت محملة بكمية كبيرة من الوقود للرحلة الطويلة، مما قد يكون ساهم في شدة الحريق الذي اندلع بعد التحطم.
وقد تم الترتيب لإجراء اختبارات الحمض النووي في كلية بي جيه الطبية للمساعدة في التعرف على الضحايا، وطُلب من عائلات الركاب تقديم عينات للمساعدة في عملية التعرف.
تاريخ حوادث إير إنديا
يعد هذا الحادث أول خسارة كبيرة لشركة إير إنديا منذ تفجير الرحلة 182 في عام 1985. وكان آخر حادث مرتبط بالشركة قد وقع في عام 2020، عندما انزلقت طائرة تحمل ما يقرب من 200 شخص عن المدرج أثناء هطول أمطار غزيرة في جنوب الهند، مما أسفر عن مقتل 17 شخصاً.
وقد أعربت شركة إير إنديا عن حزنها العميق للحادث، وقال رئيس مجلس إدارتها ناتاراجان تشاندراسيكاران في بيان: “قلوبنا وتعازينا الصادقة تذهب إلى عائلات وأحباء كل من تأثر بهذه المأساة. في هذا الوقت، أولويتنا الرئيسية هي مساعدة جميع المتضررين وعائلاتهم. نحن ملتزمون بدعم فرق الاستجابة للطوارئ في مكان الحادث وتقديم كل المساعدة والرعاية اللازمة لمن هم في حاجة إليها”.