نيويورك اليوم

تحقيق في تزايد حالات مرض الليجيونيرز في مدينة نيويورك ووفاة الضحية السادسة

توفي شخص سادس بمرض الليجيونيرز في حي سنترال هارلم بمدينة نيويورك، مما يرفع إجمالي الوفيات إلى ستة أشخاص في تفشي المرض الذي أصاب أكثر من ١٠٨ أشخاص منذ أواخر يوليو، وفقاً لمسؤولي مدينة نيويورك.

وعُقدت جلسة معلومات يوم الخميس حيث حضر السكان وسجلوا ملاحظات وطرحوا العديد من الأسئلة حول تفشي هذا النوع من الالتهاب الرئوي القاتل المحتمل. وأعرب السكان عن قلقهم العميق إزاء استمرار انتشار المرض في مجتمعهم وطالبوا بإجراءات أكثر حزماً للسيطرة على الوضع.

ومرض الليجيونيرز هو نوع خطير من الالتهاب الرئوي تسببه بكتيريا الليجيونيلا، التي تنتشر عادة من خلال أنظمة المياه الملوثة مثل أبراج التبريد وأحواض المياه الساخنة وأنظمة التكييف. ويمكن أن يكون المرض قاتلاً، خاصة لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

وقال مفوض الصحة في المدينة الدكتور أشوين فاسان: « نحن نأخذ هذا التفشي على محمل الجد ونعمل على مدار الساعة لتحديد المصدر والسيطرة على انتشار المرض. فقدان ستة أرواح أمر مأساوي، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لدعم المتضررين وعائلاتهم خلال هذا الوقت الصعب ». وأضاف أن الفرق الطبية تعمل على مدار الساعة لمراقبة الحالات المصابة وتوفير العلاج اللازم.

وكشفت التحقيقات أن البكتيريا المسببة لمرض الليجيونيرز تم اكتشافها في ١٢ برج تبريد موزعة على ١٠ مباني في منطقة سنترال هارلم، بما في ذلك مستشفى هارلم الحكومي وعيادة للصحة الجنسية تابعة لمدينة نيويورك. وأكدت السلطات أنه تم الانتهاء من جميع أعمال المعالجة والتطهير في جميع أبراج التبريد المتأثرة.

وتركزت حالات الإصابة في خمسة رموز بريدية في منطقة سنترال هارلم: ١٠٠٢٧، ١٠٠٣٠، ١٠٠٣٥، ١٠٠٣٧، و١٠٠٣٩. وبحسب البيانات الرسمية، فإن آخر حالة جديدة تم تشخيصها كانت في ١٣ أغسطس، مما يشير إلى نجاح جهود الاحتواء في الحد من انتشار المرض.

وعقدت جلسة إعلامية يوم الخميس حضرها العشرات من السكان المحليين، حيث طرحوا أسئلة حول الوضع الصحي في المنطقة وإجراءات الوقاية. وأعرب الحضور عن قلقهم من احتمالية وجود أبراج تبريد أخرى ملوثة لم يتم اكتشافها بعد، خاصة مع وجود أطفال وكبار السن في المنطقة.

وقال جيروم واكر، أحد سكان المنطقة: « نحن نريد أن نعرف ما إذا كان الهواء الذي نتنفسه آمن. عائلاتنا تعيش هنا منذ عقود، ولا يمكننا الانتظار أكثر للحصول على إجابات واضحة ». وأضاف أن المجتمع المحلي يطالب بمزيد من الشفافية من السلطات الصحية.

وتظهر أعراض مرض الليجيونيرز عادة خلال ٢ إلى ١٠ أيام من التعرض للبكتيريا، وتشمل السعال والحمى والصداع وآلام العضلات وصعوبة التنفس. ويعتبر كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن ٥٠ عاماً والمدخنون والأشخاص الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة أو ضعف في جهاز المناعة الأكثر عرضة لمضاعفات خطيرة.

وأعلن محامون بارزون، بينهم المحامي المختص في الحقوق المدنية بن كرامب، عن نيتهم رفع دعاوى قضائية ضد مدينة نيويورك، متهمين إياها بالإهمال في صيانة أبراج التبريد التابعة للمدينة. وقال كرامب: « هذا لم يكن كارثة طبيعية. لقد كان تفشي المرض قابلاً للمنع تماماً لو اتخذت المدينة الإجراءات الوقائية اللازمة ».

وحذرت السلطات السكان والعاملين في المناطق المتأثرة من ضرورة طلب المساعدة الطبية فوراً عند ظهور أي أعراض تشبه الإنفلونزا. ويمكن علاج مرض الليجيونيرز بفعالية بالمضادات الحيوية إذا تم تشخيصه مبكراً، لكن التأخير في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وحتى الوفاة.

وتعتبر هذا أكبر تفشي لمرض الليجيونيرز في مدينة نيويورك منذ تفشي المرض في جنوب برونكس عام ٢٠١٥، والذي أدى إلى ١٣٨ إصابة و١٦ وفاة. وتواصل السلطات الصحية مراقبة الوضع عن كثب والتأكد من عدم ظهور حالات جديدة في المنطقة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !