كشف تقرير حديث صادر عن “مؤشر هينلي لجوازات السفر” عن تراجع ملحوظ في قوة جواز السفر الأميركي، حيث بات يحتل المرتبة العاشرة عالميًا في عام ٢٠٢٥ بعد أن كان في الصدارة عام ٢٠١٤، مما يشير إلى تراجع واضح في حرية السفر التي يتمتع بها المواطن الأميركي حول العالم.
182 وجهة فقط بدون تأشيرة لحاملي الجواز الأميركي
بحسب المؤشر الذي تصدره مؤسسة “هينلي آند بارتنرز” اعتمادًا على بيانات “الاتحاد الدولي للنقل الجوي” (IATA)، فإن المواطنين الأميركيين يمكنهم دخول 182 دولة بدون تأشيرة أو بالحصول على تأشيرة عند الوصول فقط، وهو أدنى عدد يتم تسجيله منذ ٢٠ عامًا. وقد تراجعت الولايات المتحدة لتصبح في نفس مرتبة ليتوانيا وآيسلندا.
أسباب التراجع: تشديد السياسات وتدهور العلاقات
أرجع التقرير هذا الانخفاض إلى عوامل متعددة، أبرزها تشديد السياسات الخاصة بمنح التأشيرات من قبل الحكومة الأميركية وحكومات أخرى، إضافة إلى تراجع عدد الاتفاقيات المتبادلة بين الدول. ويقول مدير المؤسسة الدكتور يورغ ستيفن: “لم يعد جواز السفر مجرد وثيقة سفر، بل يعكس النفوذ الدبلوماسي والعلاقات الدولية لدولته”.
رسوم جديدة تزيد العزلة: 250 دولارًا لكل زائر
زاد من حدة الأزمة فرض الحكومة الأميركية رسومًا جديدة بقيمة 250 دولارًا على كل من يحتاج إلى تأشيرة غير مهاجر لدخول الولايات المتحدة، وذلك بموجب “القانون الكبير الجميل” الذي أقر في ٤ يوليو ٢٠٢٥. يشمل القرار الزوار في مجالات السياحة، الدراسة، الطب، والعمل المؤقت، ويُضاف هذا المبلغ إلى رسوم التأشيرة الحالية البالغة 185 دولارًا، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الدبلوماسية ويثقل كاهل الزائرين.
انعكاسات سلبية على السياحة والأعمال
يشير التقرير إلى أن ضعف الجواز الأميركي سيزيد من صعوبة تحركات السياح ورجال الأعمال، حيث تتطلب تأشيرات السفر مزيدًا من الوقت والوثائق والتكاليف. كما قد تضطر الشركات الأميركية إلى اللجوء لخدمات استشارية في مجال التأشيرات، أو التفكير في خطط بديلة، بما في ذلك الحصول على جنسية ثانية لبعض موظفيها.
دول تتفوق على أميركا… وأخرى في ذيل القائمة
تتربع سنغافورة على رأس القائمة بإمكانية الدخول إلى 195 دولة بدون تأشيرة، تليها اليابان وكوريا الجنوبية بـ190 وجهة. وتأتي فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وفنلندا بنفس العدد تقريبًا. أما جواز السفر الإماراتي فقد شهد قفزة مذهلة، حيث صعد إلى المركز الثامن عالميًا بفضل دخول 72 دولة جديدة بدون تأشيرة منذ عام 2015.
وفي المقابل، ما زالت أفغانستان وسوريا والعراق واليمن ضمن الدول صاحبة أضعف جوازات السفر، حيث يسمح لحامليها بدخول أقل من 30 دولة فقط بدون تأشيرة.
