قال الرئيس دونالد ترامب إن الجرائم التي “تحدث داخل المنزل” لا ينبغي أن تُحتسب ضد سجله في خفض معدلات الجريمة في واشنطن العاصمة، ملمحًا إلى أن “خلافًا بسيطًا مع الزوجة” يجري استخدامه لتشويه نتائج حملته الأمنية.
التصريحات في واشنطن
أدلى ترامب بتصريحاته يوم الاثنين خلال كلمة في متحف الكتاب المقدس في واشنطن، حيث أكد مجددًا أن العاصمة أصبحت آمنة بفضل “التدخل الفيدرالي” الذي أمر به. وأوضح أنه لا ينبغي احتساب الوقائع التي تحدث داخل المنازل ضمن الجريمة العامة، في إشارة إلى العنف الأسري (Domestic Violence)، وهو جريمة يعاقب عليها القانون في الولايات المتحدة.
ادعاءات بانخفاض الجريمة “بنسبة 87%”
زعم ترامب أن الجريمة في واشنطن “شبه معدومة” وأنها انخفضت بنسبة تتجاوز 87%. ورغم أن البيانات الرسمية تُظهر تراجعًا ملحوظًا في الجرائم العنيفة خلال الفترة الأخيرة، فإن جرائم مثل السرقة والاعتداء والسطو لا تزال تُسجّل يوميًا، ما ينفي فكرة الوصول إلى “صفر جريمة”.
ردود فعل وانتقادات سريعة
أثارت تصريحات ترامب انتقادات واسعة من مسؤولين ونشطاء وخبراء، معتبرين أن التقليل من خطورة العنف الأسري يهمّش معاناة الضحايا ويشوّش على قراءة الأرقام. وأشار منتقدون إلى أن مثل هذه التصريحات قد تعطي انطباعًا بأن الاعتداءات داخل المنزل أقل شأنًا، رغم أنها تمثل تهديدًا مباشرًا للنساء والأطفال وقد تفضي إلى جرائم خطيرة.
توضيح مصطلحات أمريكية
العنف الأسري (Domestic Violence): اعتداء أو تهديد بالاعتداء بين أشخاص تجمعهم علاقة أسرية أو عاطفية، ويشمل الاعتداء الجسدي أو النفسي أو اللفظي أو الجنسي. يُعامل قانونيًا كجريمة، وتوجد في الولايات المتحدة خطوط ساخنة وملاجئ وخدمات دعم للضحايا.
الحرس الوطني (National Guard): قوة عسكرية احتياطية تُستدعى لدعم الأمن الداخلي في أوقات الطوارئ. التولي الفيدرالي للشرطة (Federal Takeover): تدخل السلطات الفيدرالية لإدارة أو دعم مهام إنفاذ القانون في نطاق محلي استثنائيًا، بموجب أوامر رئاسية وتشريعات خاصة.
السياق الأمني في العاصمة
شهدت واشنطن العاصمة تراجعًا في مؤشرات عدة للجرائم العنيفة خلال الأسابيع الأخيرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات رسمية محلية وتحليلات إعلامية. غير أن الإحصاءات اليومية لشرطة العاصمة لا تزال تسجل جرائم قتل وسرقة سيارات واعتداءات وسرقات، ما يعني أن الحديث عن “زمن بلا جريمة” غير دقيق، حتى مع تأثير الانتشار الأمني الفيدرالي.
التصريحات الجديدة للرئيس ترامب تعكس سعيه لتقديم نتائج أمنية استثنائية في واشنطن، لكنها تثير جدلًا لأنها تقلل من خطورة العنف الأسري وتستبعده من الصورة العامة للجريمة. وبينما تؤكد البيانات الرسمية تراجعًا في بعض المؤشرات، يظل العنف داخل المنازل جريمة قائمة قانونًا، ولا يمكن إقصاؤها من قراءة الواقع الأمني.