يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى طريقه لخوض محاولة ثالثة للفوز بالبيت الأبيض بعد خسارته فى إعادة انتخابه لفترة ثانية فى انتخابات نوفمبر الماضى، وباءت محاولاته حتى الآن للتشكيك فى نتيجة الانتخابات وفوز خصمه الديمقراطى جو بايدن بالفشل، وظهر ترامب فى مقطع فيديو يتحدث فيه لعدد من قادة الجمهوريين، وقال: لقد كانت أربع سنوات رائعة.. نحاول القيام بأربع سنوات أخرى، أو سأراكم بعد أربع سنوات”.
وكان هذا هو أول تلميح من ترامب بتفكيره فى خوض السباق، حيث بدا أنه كان يدرس الأجواء فى الشهر الذى تلى الانتخابات الرئاسية، وتبين له أنه يحظى من الدعم الشعبى والحزبى ما يمكنه من الترشح فى انتخابات 2024.
فعلى المستوى الشعبى، كشف استطلاع للرأى أجرته مجلة “بولتيكو” الشهر الماضى أن الرئيس ترامب هو المرشح الذى يفضله أغلبية الجمهوريين لخوض سباق الرئاسة 2024، متفوقا على جمهوريين آخرين بارزين منهم نائبه مايك بنس، بهامش كبير.
ووفقا للمجلة، فإن ترامب حصل على دعم 53% من الجمهوريين والمستقلين الذين يميلون للجمهوريين فى سباق تمهيدي افتراضى للحزب لانتخابات الرئاسة عام 2024، بحسب الاستطلاع الذى أجرى بين الناخبين المسجلين. وحل مايك بنس فى المركز الثانى بدعم نسبته 12% فقط. فيما حصل دونالد ترامب جونيور على 8%، فيما حصلت شخصيات جمهورية بارز مثل السيناتورات توم كوفتون وتيد كروز وميت رومنى ونيكى هالى على أقل من 5% من الدعم.
وعلى المستوى الحزبى، قالت الصحيفة أيضا إن الجمهوريين فى الكونجرس، ورغم أنهم اتسموا بالبطء فى تأييدهم لحملة ترامب لدخول البيت الأبيض فى 2016، سيؤيدونه لو ترشح مجددا فى 2024، وأوضحت الصحيفة أن ترامب يحظى بتأييد معلن حتى من نفس الجمهوريين الذين قد يسعون إلى الترشح للمنصب الأعلى. ورأت الصحيفة أن هذا يدل على أن قبضة ترامب على الحزب لا تزال قوية حتى رغم هزيمته.
وقال السيناتور جوش هاولى، إنه لو ترشح ترامب فى 2024، فإنه يعتقد أن سيكون مرشح الحزب الجمهورى، مؤكدا أنه يدعمه فى ذلك، وأنه سيحظى بكثير من التأييد فى البلاد. بينما قال السيناتور ريك سكوت إنه سيكون عظيما أن يترشح ترامب مجددا، فقد قام بعمل جيد، ويعتقد أنه يجب أن يترشح لو أراد ذلك. فمن يعرف ما سيحدث فى 2024، وأشار السيناتور إلى أنه هو نفسه لا يركز على خوض انتخابات الرئاسة فى الوقت الراهن، موضحا أن الرئيس يمكنه أن يروج لكل الأمور التى أنجزها.
وفى سلسلة من المقابلات أمس الأربعاء، أوضح الجمهوريون فى مجلسى الشيوخ والنواب أن الحزب لا ينوى إدارة ظهره للترامبية أو ترامب نفسه. ويعود ذلك جزيئا إلى أن ترامب لا يزال شخصية تحظى بشعبية كبيرة فى الحزب، أكثر بكثير من أى من الجمهوريين فى الكونجرس. ورفض بعض الجمهوريين مناقشة سباق 2024، إلا أنهم وصفوه بأنه تخمينى للغاية.
وتقول بولتيكو إن الحسابات السياسية واضحة، فبينما سيفقد ترامب المكتب البيضاوى قريبا، سيظل لديه حساب تويتر الخاص به، وسيظل مسيطرا بشدة على قاعدته. فالجمهوريون يكرهون الانضمام لترامب الذى قد يلعب دورا أساسيا فى الانتخابات التمهيدية لمجلسى الشيوخ والنواب فى عام 2022 ويخلق مشكلات للأعضاء الحاليين المختلفين معه. كما سيحرص المرشحون الرئاسيون الجمهوريون القادمون على مغازلة أنصاره لو قرر خوض سباق الانتخابات مجددا.