أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% أو أكثر على الأدوية المستوردة، في خطوة تثير مخاوف واسعة من ارتفاع أسعار الأدوية وإمكانية حدوث نقص في الإمدادات داخل الولايات المتحدة. هذا الإعلان يأتي ضمن استراتيجية أوسع لإدارته تتضمن فرض رسوم جمركية على عدة قطاعات رئيسية بهدف معلن يتمثل في مكافحة تدفق المخدرات وتشجيع عودة التصنيع إلى الداخل الأمريكي.
التصريحات الأخيرة وتوقيت التنفيذ المحتمل
أعلن ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء أن إدارته ستكشف قريبًا عن خطط لفرض رسوم جمركية على الأدوية المستوردة، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو تعزيز صناعة الأدوية المحلية. وأكد أن الإعلان عن هذه الرسوم سيكون في المستقبل القريب جدًا، دون تحديد موعد دقيق. كما أشار إلى إمكانية منح بعض الدول فترات سماح، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة كانت “لطيفة جدًا” مع العديد من الدول لفترة طويلة.
لم يوضح ترامب ما إذا كانت هذه الرسوم ستُضاف إلى “الرسوم الجمركية المتبادلة” التي يعتزم الإعلان عنها قريبًا، والتي تستهدف شركاء تجاريين رئيسيين مثل الصين والاتحاد الأوروبي.
الإجراءات السابقة والتبريرات المقدمة
سبق أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن خطط لفرض رسوم جمركية إضافية على الواردات من المكسيك وكندا والصين، مبررة ذلك بضرورة مكافحة الهجرة غير الشرعية وتدفق المخدرات. وأشار ترامب إلى أن المخدرات، خاصة الفينتانيل، تشكل تهديدًا كبيرًا للولايات المتحدة. ورغم البيانات الفدرالية التي تظهر انخفاض تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية والشمالية، إلا أن ترامب أصر على وجود مشكلة تتطلب اتخاذ إجراءات صارمة.
تأثير الرسوم على أسعار الأدوية
أثارت تصريحات ترامب مخاوف واسعة بين خبراء الرعاية الصحية والصناعة الدوائية من أن فرض رسوم جمركية على الأدوية المستوردة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير ويؤثر سلبًا على توافرها. وأكدت تقارير صناعية أن معظم الشركات الدوائية الأمريكية تعتمد بشكل كبير على المواد المستوردة لتصنيع منتجاتها. كما حذرت الشركات من أن هذه الرسوم قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج ونقص في الإمدادات.
الاعتماد على الواردات الدوائية
تُعد الولايات المتحدة أكبر سوق للأدوية في العالم وتعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاتها. وتشير التقارير إلى أن نصف الأدوية الجنيسة المستهلكة في البلاد تأتي من الهند وحدها. وأعرب خبراء عن قلقهم من تأثير هذه الرسوم على المرضى، خاصة مع ارتفاع تكاليف العلاج بالفعل.
تعارض محتمل مع الاتفاقيات التجارية
قد يتعارض فرض رسوم جمركية على المنتجات الصيدلانية مع اتفاقيات التجارة الدولية التي وقعتها الولايات المتحدة. وتنص إحدى هذه الاتفاقيات على إلغاء الرسوم الجمركية المفروضة على معظم المنتجات الصيدلانية ومكوناتها بين الدول الموقعة.
تأثيرات عالمية محتملة
من المتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تداعيات تتجاوز حدود الولايات المتحدة، حيث تعتمد الأسواق العالمية بشكل متبادل على تجارة الأدوية. وقد بدأت بعض شركات الأدوية بالفعل في وضع خطط احتياطية لنقل عملياتها التصنيعية لتجنب أي تأثير سلبي محتمل.
استجابات الصناعة والخطط المستقبلية
في ظل هذه التهديدات، أعلنت بعض شركات الأدوية عن خطط لزيادة استثماراتها داخل الولايات المتحدة لتعزيز الإنتاج المحلي. ومع ذلك، حذرت جمعيات صناعية من أن فرض الرسوم قد يؤدي إلى تفاقم نقص الأدوية الموجود بالفعل في السوق الأمريكي.
مع اقتراب موعد الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة، يبقى الغموض يكتنف تفاصيل الخطط الأمريكية وتأثيراتها المحتملة. وبينما تسعى الإدارة الأمريكية لتعزيز الإنتاج المحلي للأدوية، فإن المخاوف بشأن ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات تبقى قائمة. كما أن التعارض المحتمل مع الاتفاقيات التجارية الدولية قد يفتح الباب أمام توترات جديدة في العلاقات الاقتصادية العالمية.