أثار توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمرسوم رئاسي للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، الكثير من الجدل، وردت وزارة الخارجية السورية على هذا الأمر، بأن ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع احتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة.
ووقع ترامب هذا المرسوم في بداية اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض، وأضفى المرسوم الصبغة الرسمية على بيان ترامب في 21 مارس، حيث قال: “حان الوقت بعد 52 عامًا أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل، والاستقرار الإقليمي”.
ورفضت سوريا تصريحات الرئيس الأمريكي، مؤكدة عزمها على تحريرها بكل الوسائل المتاحة وعودتها إلى كنف الوطن. وقالت وزارة الخارجية السورية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع احتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة
وتابعت الخارجية السورية في بيان أن اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان تحدٍ صارخ لوحدة وسيادة سوريا، مشيرة إلى أن سوريا تؤكد بكل قوة أن الكون بأسره لا يستطيع تغيير الحقيقة التاريخية الخالدة بأن الجولان كان وسيبقى عربيًا سوريًا.
وأكد البيان أن تحرير الجولان بالوسائل المتاحة وعودته إلى الوطن الأم سورية هو حق غير قابل للتصرف.
وحذرت روسيا، من توترات جديدة قد تضرب الشرق الأوسط بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجى لافرورف، إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية سيؤدي إلى انتهاك القانون الدولي.
وأوضحت وزارة الخارجية اللبنانية أن الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الوقوف بقوة وبالإجماع وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، موضحًا أن قرار ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة باطلًا شكلًا وموضوعًا.
يذكر أن إسرائيل احتلت الجولان السوري عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي ما زال يتعامل مع المنطقة على أنها أراضٍ سورية محتلة. ولما يزيد على الـ51 عامًا ظلت هضبة الجولان واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، منذ اندلاع حرب 5 يونيو/حزيران 1967، بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن.
وبعد توقف القتال على الجبهتين المصرية والأردنية، في 9 يونيو من العام نفسه، أي بعد 4 أيام من الحرب، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي الجولان، واحتل 1260 كم2 من مساحة الهضبة بما في ذلك مدينة القنيطرة.