الولايات المتحدة

ترحيل أم مهاجرة من بنسلفانيا بعد 25 عاماً في الولايات المتحدة تاركة وراءها عائلتها وحياتها

في قصة إنسانية مؤثرة تسلط الضوء على الجانب القاسي لنظام الهجرة الأمريكي، تم ترحيل إستر سوليمان، وهي أم مهاجرة من الفلبين، من منزلها في لانكستر بولاية بنسلفانيا، بعد أن عاشت في الولايات المتحدة لمدة 25 عاماً، بنت خلالها حياة وأسرة وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من مجتمعها.
تم ترحيل سوليمان في 15 أغسطس، بعد احتجازها من قبل وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) لمدة 11 يوماً. بدأت محنتها في 4 أغسطس عندما ذهبت، كما كانت تفعل بانتظام، إلى موعد مراجعة في مكتب “آيس” في يورك. كانت سوليمان تخضع لبرنامج “بدائل الاحتجاز” (Alternatives to Detention)، وهو نظام يسمح للمهاجرين بالبقاء خارج الاحتجاز مقابل الالتزام بشروط معينة مثل الحضور المنتظم للمراجعات. لكن في ذلك اليوم، تحول الموعد الروتيني إلى كابوس، حيث تم اعتقالها واحتجازها تمهيداً لترحيلها.

صدمة للعائلة والمجتمع

وصفت عائلة سوليمان، التي تضم ثلاثة أطفال بالغين هم سانجي وساندرا وسام، الوضع بأنه «كابوس». وقالوا في بيان على صفحة لجمع التبرعات لدفع تكاليف محامي الهجرة: «نحن محطمون ومذهولون، ونريد عودتها إلى المنزل أكثر مما يمكننا التعبير عنه».

وصلت سوليمان إلى الولايات المتحدة مع زوجها الراحل، ألبرت سوليمان، وقاما بتربية أطفالهما في لانكستر. وبعد وفاة زوجها في عام 2015، واصلت سوليمان دورها كأم وداعمة لأسرتها، وأصبحت شخصية محبوبة في مجتمعها. وقد وصفتها مجموعة “لانكستر للأمريكيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادئ” في بيان بأنها «أم وصديقة عزيزة»، وأن ترحيلها يمثل «أسوأ سيناريو ممكن».

وقد بذلت العائلة جهوداً قانونية يائسة لوقف عملية الترحيل. حيث قدم محاميهم طلباً قانونياً يعرف باسم “وقف الترحيل” (stay of removal)، وهو إجراء يهدف إلى تأجيل الترحيل مؤقتاً. لكن الحكومة رفضت هذا الطلب، مما مهد الطريق لوضعها على متن طائرة متجهة إلى الفلبين.

نظام لا يرحم

توضح قصة إستر سوليمان كيف يمكن لقوانين الهجرة الأمريكية أن تؤثر بشكل مدمر على حياة الأفراد الذين، على الرغم من عدم امتلاكهم لوثائق قانونية، قد أمضوا عقوداً في البلاد، وأصبحوا أعضاء منتجين في مجتمعاتهم، ولديهم روابط عائلية واجتماعية عميقة. فبرنامج “بدائل الاحتجاز”، الذي كان من المفترض أن يكون خياراً أكثر إنسانية من السجن، لم يوفر لها أي حماية من الترحيل النهائي.

عندما أعادت “آيس” هاتفها إليها في المطار قبل إقلاع الطائرة، تمكنت من الاتصال بأطفالها لتوديعهم. لقد تركت وراءها حياة كاملة بناها على مدار ربع قرن، لتواجه مستقبلاً مجهولاً في بلد لم تعد إليه منذ عقود، بعيداً عن أطفالها ومنزلها والمجتمع الذي احتضنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !