أكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية (DHS) عبر منشور رسمي على منصات التواصل، أن دينيزي بارا فارغاس وأطفالها الثلاثة – بينهم طفلان يحملان الجنسية الأمريكية – قد تم ترحيلهم إلى المكسيك بعد أسبوع من توقيفهم من قِبل شرطة ولاية تكساس بسبب لوحة ترخيص منتهية.
روايات متضاربة حول قرار اصطحاب الأطفال
قالت الوزارة إن الأم اختارت اصطحاب أطفالها معها إلى المكسيك بعد نقلها إلى احتجاز ICE، إلا أن منظمات حقوقية محلية نفت هذا الادعاء، مؤكدة أن الأطفال – رغم كون اثنين منهم مواطنين أمريكيين – قد تم ترحيلهم قسرًا.
تزايد الانتقادات للإدارة الأمريكية
تأتي هذه الواقعة في ظل حملة ترحيلات واسعة تنفذها إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي تعهد بإطلاق أكبر حملة ترحيل جماعي في تاريخ البلاد، واستهدفت الآلاف من المهاجرين منذ عودته للبيت الأبيض. وقد تعرضت الإدارة لانتقادات شديدة إثر عدة حالات مشابهة أُبعد فيها أطفال أمريكيون إلى خارج البلاد برفقة أمهاتهم.
تفاصيل ما حدث في يوم التوقيف
في الأول من مايو 2025، أوقفت شرطة تكساس دينيزي وزوجها عمر في أوستن بسبب لوحة ترخيص منتهية، وتم تسليم الزوج مباشرة إلى سلطات ICE، حيث تم ترحيله إلى المكسيك لاحقًا. أما دينيزي، فتم إطلاق سراحها مؤقتًا بسوار إلكتروني، لتتمكن من اصطحاب أطفالها الثلاثة من المدرسة.
وفي 6 مايو، حضرت دينيزي موعدًا مع سلطات الهجرة مصطحبة أطفالها (أعمارهم 9، 5 و4 سنوات)، لكن المفاجأة كانت في اعتقالهم جميعًا في الموقع، بحسب منظمة Grassroots Leadership الحقوقية.
اعتقال غير متوقع وتصعيد حقوقي
قال دانيال هاتوم، محامي بمشروع الحقوق المدنية في تكساس، إن دينيزي حضرت الموعد معتقدة أنه متعلق بملف شريكها، لكنها فوجئت بقرار ICE باعتقالها وأطفالها الثلاثة.
وأكدت منظمات حقوقية أن محاولاتها للتواصل مع السلطات خلال الـ24 ساعة بين الاعتقال والترحيل باءت بالفشل، مشيرة إلى أن ICE كانت على علم بأن الطفلين يحملان الجنسية الأمريكية، ومع ذلك مضت في قرار الترحيل.
مخاوف من محو عائلات بالكامل
قالت أنيت برايس، المديرة التنفيذية لـGrassroots Leadership: “هذه ليست مجرد ترحيل، بل محاولة لمحو عائلة بأكملها من الوجود، بما في ذلك طفلان وُلدا في الولايات المتحدة”.
وأضافت كوري هاش، محامية في مركز الموارد القانونية للمهاجرين: “ما حدث مخالف تمامًا للقانون، ويثير تساؤلات حول من الذي يشعر بالأمان فعلًا من انتهاكات ICE المتكررة”.
رد الحكومة ومصير غير واضح للأطفال
قالت مساعدة وزير الأمن الداخلي تريشيا ماكلوغلين سابقًا، إن ICE تمنح الوالدين الخيار: إما ترحيلهم مع أطفالهم، أو إبقاء الأطفال مع أحد الأقارب داخل البلاد. وأضافت أن الهدف هو ضمان سلامة الأطفال.
لكن في هذه الحالة، لم يُعرف ما إذا كان قد تم تقديم خيار بقاء الطفلين في الولايات المتحدة، كما أن الإجراءات اللازمة لإعادتهم لا تزال غامضة.
الجدير بالذكر أن دينيزي دخلت الولايات المتحدة عام 2016 طالبة للحماية من شريك سابق عنيف، وتم إصدار قرار بترحيلها نهائيًا عام 2019 بعد تغيبها عن جلسة محكمة الهجرة.