وافقت الحكومة الأمريكية على ترشيح الدبلوماسي السوداني المخضرم، نور الدين ساتي، سفيرا لديها ليصبح بذلك أول سفير للسودان في الولايات المتحدة منذ 23 عاما.
وكانت واشنطن خفضت مستوى العلاقات مع السودان إلى درجة قائم بالأعمال منذ 23 عاما، عندما وضعت الخرطوم على قائمتها للدول الراعية للإرهاب “بسبب علاقتها بتنظيمات إسلامية إرهابية” بينها تنظيم القاعدة الذي أقام زعيمه السابق أسامة بن لادن في السودان في الفترة من عام 1992 إلى 1996.
وفي العام 1998 طردت الولايات المتحدة السفير السوداني لديها وخفضت التمثيل إلى قائم بالأعمال بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية تجاهد الخرطوم من أجل رفعها تماما حتى الآن.
وساتي (70 عاما)، دبلوماسي مخضرم عمل سفيرا للسودانفي باريس مطلع التسعينيات ثم تقاعد والتحق بالأمم المتحدة فعمل في بعثاتها لحفظ السلام في الكونغو الديموقراطية ورواندا وفقا لـ”أخبار السودان”.
وهو أيضا أديب سوداني معروف، وأستاذ سابق في اللغة والأدب الفرنسي بجامعة الخرطوم السودانية، كما شغل العديد من المناصب المهمة ومنها الأمين العام للمكتبة السودانية الوطنية.
وشغل ساتي عددا من المناصب في وزارة الخارجية، وهو موظف دولي سابق بمنظمة اليونسكو، كما ساهم بقوة في إثراء ودفع حركة الثقافة والأدب بالسودان.
ويقول وزير الخارجية السوداني الأسبق، إبراهيم أيوب طه إن ساتي كان من الكوادر المتميزة في وزارة الخارجية، وتمكن من تحقيق اختراق في كثير من المهام التي أوكلت إليه، لا سيما ملف العلاقة مع تشاد التي كان سفيرا بها، بحسب تصريحاته لموقع “العين الإماراتي”.
تدرج ساتي في السلك الدبلوماسي، من درجة السكرتير الثاني إلى درجة السفير، وبعث إلى عدد من البعثات الدبلوماسية السودانية في الخارج، وتنقل في مسيرته الدبلوماسية بين مختلف بلدان العالم خدمة لبلاده، حيث عمل سفيرا للسودان ببروكسل، وأنجمينا وباريس، ثم مستشارا للشؤون السياسية بالقصر الرئاسي لبعض الوقت، بحسب.
وبعد تقاعده من خدمة حكومة السودان التحق بمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) حيث وضع في أجندتها الاهتمام بالسلام الوطني وحل النزاعات ونشر ثقافة السلم المجتمعي.
وفي فترة عمله مع اليونسكو عمل ممثلا لها في كينيا وإثيوبيا مباشرا بثقافة السلام. بعدها انتقل إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك والتحق بإدارة حفظ السلام بها، وبعث إلى بروندي للسعي إلى حفظ السلام وفض النزاع ونشر ثقافة السلام فيها.
وكان السفير ساتي عضوا بمركز ودورة ويلسون بواشنطن ومركز الحوار الإنساني بجنيف ومنظمة إدارة الأزمات بهلسنكي.
وبحسب مقربين منه، فإنه يمزج بين الدبلوماسية والثقافة والأدب، ولديه خبرات متراكمة في حل النزاعات، وألف العديد من الكتب، أبرزها “عجز القادرين: تأملات في الحالة السودانية”.
ويعتقد كثير من الفرنسيين أن السفير ساتي أفضل من يتحدث بالفرنسية من الأجانب، وفقا للوزير أيوب طه.
وتقع على ساتي مهمة رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب التي أدرج فيها منذ العام 1993، بسبب دعم وإيواء عناصر إرهابية.