علّقت شرطة نيويورك عمل اثنين من ضباطها عقب الكشف عن مغادرتهما موقع حادث سير مروع أسفر عن مصرع سائق سيارة مسروقة كانا يلاحقانه، دون تقديم أي مساعدة أو الإبلاغ عن الحادث، بحسب ما أفادت به مصادر شرطية مطلعة.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الحادث وقع فجر الثاني من أبريل/نيسان الجاري، حين شرع الضابطان، التابعان لمركز الشرطة رقم 50 في حي برونكس، بمطاردة سيارة “هوندا CR-V” مسروقة على طريق “هنري هادسون باركواي”. وقد استمرت المطاردة حتى منطقة إنوود في شمال مانهاتن، حيث فقد السائق السيطرة على السيارة لدى خروجه من الطريق السريع عند شارع دايكمان، فاصطدمت السيارة بأحد المباني قرب متنزه “إنوود هيل”، ما أدى إلى انفجارها واحتراقها بالكامل.
المثير للجدل أن الضابطين المتورطين غادرا موقع الحادث فورًا دون محاولة إنقاذ الضحية أو حتى استدعاء فرق الطوارئ، ثم عادا إلى مقرهما في برونكس وكأن شيئًا لم يكن، وأكملا نوبتهما بشكل طبيعي دون الإبلاغ عن الحادث.
لكن كاميرات المراقبة المثبتة في موقع الحادث رصدت سيارة الدورية الرسمية وهي تغادر المكان، ما ساعد المحققين في تعقب هوية الضابطين واتخاذ إجراء فوري بحقهما تمثل في تعليقهما عن العمل مؤقتًا.
وأكد متحدث باسم شرطة نيويورك أن الضحية، الذي لم تُكشف هويته بعد، لقي حتفه في موقع الحادث، وأن مكتب الطب الشرعي يواصل التحقيق لتحديد السبب الدقيق للوفاة. فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إنقاذ الضحية لو تم التدخل في الوقت المناسب.
أحد سكان الحي عبّر عن صدمته من الحادث قائلًا لصحيفة “نيويورك تايمز”: “السيارة كانت لا تزال هناك… محترقة تمامًا. كان الأمر مروّعًا، من الصعب تخيل أن شخصًا مات محترقًا داخلها”.
حتى الآن، لم تشر السلطات إلى إمكانية توجيه تهم جنائية للضابطين، إلا أن إدارة شرطة نيويورك أكدت أن “قسم التحقيقات بالقوة” يتولى متابعة القضية، وقد تسفر النتائج عن إجراءات تأديبية إضافية.
ويأتي هذا الحادث في ظل جدل متصاعد بشأن ملاحقات الشرطة الخطرة في نيويورك، خاصة بعد تطبيق سياسات جديدة في فبراير/شباط الماضي تهدف للحد من مطاردة المركبات، وتقييدها فقط بالحالات التي تنطوي على جرائم جنائية عنيفة أو جنايات خطيرة.
وأوضحت مفوضة الشرطة، جيسيكا تيش، أن الإدارة تسعى لاستخدام وسائل أكثر تطورًا لمتابعة المشتبه بهم، مثل الطائرات المسيرة وأجهزة التتبع عبر نظام GPS، لتقليل المخاطر على أفراد الشرطة والمدنيين على حد سواء.
ولا تزال عائلة الضحية مجهولة الهوية حتى الآن، ولم يتم الإعلان عن أي تحركات قانونية من جانبها.
الجدير بالذكر أن حادثًا مشابهًا وقع في منطقة شيكاغو عام 2020، وأسفر عن وفاة طفلة تبلغ من العمر 10 أعوام، ما دفع السلطات إلى دفع تعويض لعائلتها قُدّر بنحو 80 مليون دولار، بعد رفع دعوى قضائية ضد الشرطة.