هجوم إرهابي جديد استهدف الفرنسيين بعد قرابة أسبوعين على واقعة ذبح أستاذ التاريخ صامويل باتي، في حادث أعقبته حملات أمنية موسعة قادتها السلطات الفرنسية ضد الجمعيات والمنظمات الممولة من قطر وتركيا، والتي تنشر الفكر المتطرف في البلاد.
وفوجئ الفرنسيون صباح الخميس بهجوم أقدم عليه شاب باستخدام سكين في بلدية نيس، بالقرب من كنيسة نوتردام، ليقتل شخص ويصيب 3 آخرون، وسط تأكيدات رئيس بلدية بأن منفذ الهجوم ردد الله أكبر.
وقالت مصادر لإذاعة مونت كارلو إن الجاني قطع رأس سيدة، وطعن 3 آخرين، وبحسب وسائل إعلام فرنسية، تلقى المدعى العام لمكافحة الإرهاب، اخطارا بالحادث، يبدأ التحقيق مع الهجوم على اعتباره عملاً إرهابياً.
وأعلنت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب أنها تحقق فى وجود صلة للجاني بمؤسسة إرهابية، خاصة تنظيم القاعدة حيث جاء هذا الحدث بعد أيام قليلة من مطالبة وزارة الداخلية لقواتها، في قرار نشر في 25 أكتوبر، “بزيادة اليقظة بعد التهديدات التي وردت في بيان صحفي تابع لوكالة “ثبات” المقربة من القاعدة وتدعو صراحة إلى أعمال تستهدف فرنسا.
القنصلية الفرنسية بجدة
وفي حادث منفصل قالت القناة الإخبارية السعودية، الخميس، إن شرطة إمارة مكة المكرمة، قبضت على مواطن اعتدى بآلة حادة على حارس أمن بالقنصلية الفرنسية في مدينة جدة.
وقالت القناة الإخبارية الحكومية، في تغريدة على تويتر: “شرطة مكة: القبض على مواطن اعتدى بآلة حادة على حارس أمن القنصلية الفرنسية بـ #جدة نتج عنها تعرضه لإصابات طفيفة”.
ولم تعط القناة السعودية المزيد من التفاصيل حول طبيعة العملية، ودوافعها، أو جنسية رجل الأمن التابع للقنصلية الفرنسية، لكن حساب الأمن العام السعودي قال إن المصاب نقل للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وأشار الأمن العام السعودي، إلى أن المواطن الذي نفذ عملية الاعتداء في العقد الرابع من العمر، إذ تم إيقافه لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقه.
وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون توجه على الفور للمشاركة في اجتماع وحدة الأزمات المشتركة بين الوزارات ذات الطابع الأمني، وسط تأكيدات مصادر بوزارة الداخلية عدم التراجع عن الحملة التي تشنها السلطات ضد المساجد والجمعيات المرتبطة بالكيانات والتنظيمات المتطرفة.
بدوره، قال كريستيان استروسى، رئيس بلدية نيس الفرنسية، أنه تم إلقاء القبض على منفذ الهجوم بسكين قرب كنيسة نوتردام بمدينة نيس الفرنسية، موضحاً أنه تسبب فى مقتل شخص وأصابة 3 آخرون.
وقال استروسى: “كل شيء يشير إلى هجوم إرهابي.. منفذ حادث الطعن الذى شهدته المدينة ظل يردد “الله أكبر”.
ونصحت شرطة ألب ماريتيم الوطنية بتجنب المنطقة، والقيام بعمليات أمنية في محيط مسرح الأحداث.
ويشار إلى انه في حوالي الساعة 9:40 صباحا ، سمع دوي انفجار، وكان عمال إزالة الألغام في الموقع على الفور بالإضافة إلى فرق الإطفاء وكلاب البحث.
وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين إنه سيفتتح “مركز أزمات في أعقاب الأحداث”. أعرب إيريك سيوتي ، نائب بمنطقة ألب ماريتيم ، عن ” مشاعره الشديدة بعد الهجوم الذي ضرب مدينة نيس داخل كنيسة نوتردام”.
قالت وسائل إعلام فرنسية ان رئيس الوزراء الفرنسى جان كاستيكس قال اليوم خلال مشاركته في جلسة بالجمعية الوطنية، والتي كانت بالتزامن مع عملية هجوم بسكين في محيط كنيسة نوتردام في نيس الفرنسية، انه سيشارك في اجتماع الأزمة المشترك الذى سيعقد بين الوزارات باإضافة إلى رئيس بلدية نيس”.
واضاف “انه بلا شك اختبار جديد خطير للغاية يضرب بلدنا، ادعو التمثيل الوطني كله إلى الوحدة والتماسك”.
ووقفت الجمعية الوطنية (البرلمان) دقيقة صمت حداداً على ضحايا هجوم نيس، ثم قام رئيس الجمعية ريتشارد فيران بتعليق الاجتماع.
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، جبريال اتال ، في وقت سابق صباح اليوم أن فرنسا “تتعرض لتهديد إرهابي متنام في الأيام الأخيرة، تغذيه دعوات للكراهية”، لكن ذلك “يعزز إرادتنا في مكافحة الإسلام المتطرف وكل أوجهه بلا هوادة”، دون أن يضيف تفاصيل.
وحول الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع تركيا، قال أتال عقب اجتماع مجلس الوزراء إنه “رغم الترهيب، لن تتراجع فرنسا أبدا عن مبادئها وقيمها خاصة حرية التعبير وحرية النشر”.