كشف بول بريمر، الحاكم المدني الأمريكي للعراق بعد عام 2003، خلال لقاء تليفزيوني، تفاصيل دقيقة عن ليلة أسر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقال بريمر إنه تلقى اتصالا هاتفيا من نائبه بضرورة ذهابه للمكتب ليتحدث هاتفيا مع الجنرال أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية، وأخبره أنهم ألقوا القبض على شخص يعتقد أنه صدام حسين، في حفرة بمزرعة ما بالقرب من تكريت، لأن الأخير كان معروفا باستخدام أشباهه في الشكل لضرورات أمنية.
وسأل بريمر الجنرال أبو زيد عن أسرع طريقة للتعرف على صدام حسين، فرد عليه بأنه سيتم عرضه على المعتقلين الآخرين، للتأكد من أنهم سيعرفونه، وأيضا لديهم الحمض النووي الخاص به.
وبعد التأكد من هويته عبر الحمض النووي، تم إحضار صدام حسين إلى بغداد بعد 4 ساعات فقط، واتصل بريمر مباشرة بمستشارة الأمن القومي الأمريكي، كونداليزا رايس. وقال لها لقد ألقينا القبض على صدام حسين.
وكان العسكريون وقتها يضعون خطة قائمة على وضع صدام داخل سفينة بأسطول أمريكي يرسو على مياه الخليج العربي، لكن بريمر أخبر الجنرال أبو زيد باستحالة ذلك، لأن صدام سجين عراقي ولا يمكن إخراجه من البلاد.
ولن يصدق أحد أنه تم القبض عليه ويجب إظهاره للعالم.
كما اتصل بريمر بعدنان الباجة رئيس الحكومة العراقية الانتقالية، وسالأه إذا ما كان بوسعه جمع أكبر قدر من أعضاء مجلس الحكم الراغبين برؤية صدام الذي كان محتجزا في مطار بغداد.
واختار عدنان 4 أعضاء وتوجهوا للمطار ومعهم بريمر ، وبعد ممر طويل مطلي بالأبيض والأخضر اعتبره بريمر مكانا تعيسا، كانت هناك غرفة مضيئة في آخره، وفي الداخل سرير صغير يجلس عليه صدام بلحية كثيفة وشعر كث ومرتديا سترة أمريكية.
وجلس أعضاء الحكومة الانتقالية العراقية في المقابل، وخاضوا معه حديثا اتسم بالحدة والغضب، لكن صدام لم يظهر مكسورا، وكان يرد بتفاصيل دقيقة عنهم، معتبرا إياهم خونة.
وعندما سئل بريمر عن تسليم صدام لأعدائه بهذه الطريقة، رد بأنه تم تسليمه لحكومة عراقية أخضعته للمحاكمة، لكنهم أعدموه بطريقة شنيعة.
