نشرت صحيفة “نيويورك بوست” تفاصيل جديدة حول حياة شمس الدين جبار، منفذ الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 15 شخصًا في شارع بوربون بنيو أورلينز في اليوم الأول من العام الجديد. جبار، البالغ من العمر 42 عامًا، كان مواطنًا أمريكيًا خدم سابقًا في الجيش الأمريكي، وسافر إلى مصر لمدة عشرة أيام العام الماضي قبل أن يتحول إلى منفذ لهجوم مستوحى من تنظيم “داعش”، مستخدمًا شاحنة مؤجرة لتنفيذ الهجوم.
تفاصيل عن حياة جبار
وفقًا للتقرير، عاش جبار في ظروف سيئة داخل متنزه للمقطورات على أطراف مدينة هيوستن بولاية تكساس. كان منزله محاطًا بحيوانات مثل الأغنام والدجاج التي تجولت بحرية في فناء منزله. يبعد الحي الذي كان يقيم فيه جبار مسافة قصيرة عن مسجد محلي، “مسجد بلال”، الذي لم يرد على استفسارات الصحيفة.
جبار خدم في الجيش الأمريكي لأكثر من عشر سنوات، حيث عمل كأخصائي في تكنولوجيا المعلومات وتمركز في أفغانستان بين فبراير 2009 ويناير 2010. ترك الخدمة العسكرية برتبة رقيب أول عام 2015، واستمر كجندي احتياطي حتى عام 2020.
من حياة ناجحة إلى الإفلاس
في مقطع فيديو يعود لعام 2020، ظهر جبار متحدثًا عن عمله في مجال العقارات، واصفًا نفسه كشخص موثوق وملتزم. ومع ذلك، كشفت التقارير أن حياته تحولت إلى مأساة مالية، حيث تعرض للإفلاس بسبب مشكلات شخصية ومهنية، بما في ذلك خسائر بلغت أكثر من 28 ألف دولار في عمله العقاري، بالإضافة إلى ديون بطاقات ائتمانية تجاوزت 16 ألف دولار.
كان جبار قد تزوج مرتين وانتهت كلا الزيجتين بالطلاق. في عام 2012، رفعت زوجته الأولى دعوى للحصول على نفقة أطفال، بينما أوضح في رسالة إلى محامي زوجته الثانية في 2022 أنه غير قادر على تحمل نفقات المنزل بسبب ديونه المتراكمة.
الهجوم والإجراءات الأمنية
في يوم الهجوم، رصدت السلطات علمًا لتنظيم “داعش” مثبتًا على الشاحنة التي استخدمها جبار في تنفيذ هجومه. بعد الحادث، هرعت القوات الأمنية إلى منزله في هيوستن حيث فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا ومنعت الصحفيين من الدخول.
الجيران وصفوا جبار بأنه شخص منعزل وبسيط. أحدهم قال إنه كان يقول فقط كلمات مثل “مرحبًا” و”هولا” عند المرور. بينما أشار تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إلى أنه تم اعتقاله مرتين في السابق، مرة بتهمة السرقة وأخرى بسبب القيادة بدون رخصة سارية.
ردود الفعل والتحقيقات
ما زالت السلطات تحقق في تفاصيل الحادث وخلفياته. فيما أشار التقرير إلى أن جبار سافر إلى مصر لمدة عشرة أيام العام الماضي، ولم تتضح بعد دوافعه الدقيقة لتنفيذ الهجوم.
يعد هذا الهجوم واحدًا من أكثر الحوادث دموية في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر. تظل السلطات ملتزمة بالكشف عن المزيد من التفاصيل حول منفذ الهجوم ودوافعه لمنع تكرار مثل هذه المآسي.