يوفر الذكاء الاصطناعي من وقت لآخر تقنيات جديدة تيسر الحياة أكثر، أيضاً تضع الإنسان في حالة من الحيرة، جاء آخرها متعلقا بالعلاقة بين الإنسان والحيوانات، إذ يعمل مجموعة من العلماء على تسهيل عملية تواصل الإنسان من حيوانه من خلال الصوت والكلمات.
يعمل فريق من العلماء على بناء برمجيات بقواعد بيانات ضخمة تسمح بفك تشفير لغة التواصل المشتركة بين الإنسان والحيوان، ما قد يتيح المجال للحديث بين الطرفين مستقبلاً.
ويبدو أن الذكاء الاصطناعي سيجعل البشر قادرين على محاورة الكلاب وفهم مشاعر القطط والتغريد مع الطيور، وتجسيد عالم “أليس في بلاد العجائب” وجعله حقيقة واقعة.
ويعكف باحثون وخبراء في “الصوتيات الحيوية” على استخدام قواعد البيانات في تدريب الذكاء الاصطناعي لفك شفرة لغة التواصل بين الحيوانات وترجمتها إلى لغة يفهمها الإنسان.
وتستخدم “الصوتيات الحيوية الرقمية” لالتقاط أصوات وحركات وسلوكيات الحيوانات التي تكون هادئة جداً أو دقيقة للغاية بحيث لا يستطيع البشر رصدها.
ويتوقع الخبراء أن المشاريع مثل “مشروع أنواع الأرض”، ستحقق تقدماً كبيراً خلال السنوات الثلاثة المقبلة.، كما ستحقق تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الحديث إلى الحيوانات.
وتتضمن تجارب “مشروع أنواع الأرض” الحالية محاولات لرسم خريطة للمخزون الصوتي للغربان، وكذلك تجربة أخرى تهدف إلى توليد أصوات جديدة يمكن للطيور فهمها.
ويستخدم باحثو جامعة لينكولن الذكاء الاصطناعي أيضاً لتصنيف وفهم تعبيرات القطط. كما يهدف نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد إلى ترجمة تعابير الوجه ونباح الكلاب.
وتحدث الخبراء أيضا عن الخفافيش التي تمتلك لغة معقدة جداً، خاصة أنها تتجادل حول الطعام مع بعضها البعض، وتستخدم الخفافيش الأم “لغة الطفل” عند التواصل مع صغارها.
وأوضحوا أن “التعلم العميق” قادر على فك رموز لغة الخفافيش التي تعتمد إلى حد كبير على الموجات فوق الصوتية.
ويحاول العلماء عبر الميكروفونات المثبتة على العوامات والأسماك الآلية كشف “أصوات” حيتان العنبر، التي تعد أكبر الحيوانات المفترسة في العالم.
وتحدد موقع طعام تلك الحيتان باستخدام النقرات، ولكنها تستخدم أيضاً سلسلة أقصر من النقرات تسمى “الكودا” للتواصل مع بعضها البعض.
ويرى البعض أن الأكثر إثارة في كسر الحاجز اللغوي مع الحيوانات هو ما ستقوله لنا وليس ما سنقوله لها.