وكالات
كشفت مصادر علمية وبحثية، عن إنجاز علمي وثوري جديد للعلماء من شأنه أن يضع حدا لأحد أكثر الأمراض انتشارا في العالم، خصوصا لدى فئة كبار العمر.
كشفت مجلات علمية اليوم عن العمل على إنتاج لقاح جديد يحد من أحد الأمراض الشائعة جدا، والذي يقلب موازين حياة المصابين به من فئة كبار السن، حيث يصاب به الجميع تقريبا في سن الشيخوخة المتأخرة.
وأفاد علماء في دراسة جديدة نشرت مؤخرا أن لقاحًا تجريبيًا هو الأول من نوعه مصمم للحماية من مرض الزهايمر قد اجتاز المرحلة الأخيرة من التجارب البشرية.
وبحسب مجلة “sciencealert” العلمية المتخصصة، ثبت في المرحلة الثانية من التجارب السريرية أن الدواء المفترض “AADvac1″، الذي طورته شركة “Axon Neuroscience” للتكنولوجيا الحيوية، يمكن منحه بأمان للمرضى بهدف إحداث استجابة ضد علامات معينة للمرض.
وأجريت الاختبارات على 193 مريضًا يعانون من مرض ألزهايمر الخفيف، حيث تلقى 117 من المجموعة “AADvac1″، بينما عمل الباقون كمجموعة تحكم للبحث، وتلقوا علاجا وهميا بدلاً من ذلك.
وخلال التجربة التي استمرت حوالي 24 شهرا، أخذ المشاركون اللقاح القائم على مادة الببتيد عن طريق 11 جرعة تم إعطاؤها على مدار التجربة، وأظهر المرضى المتلقين مستويات عالية من استجابات الأجسام المضادة المناعية “G (IgG)”.
ويتوقع الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن يجعل “AADvac1” فعالًا ضد تجمعات بروتين “تاو” (توجد 6 أشكال من بروتين تاو في أنسجة الدماغ البشري، ويتم التمييز بينها من خلال عدد نطاقات البرويتين) الضارة في الدماغ، والتي تعتبر واحدة من السمات المميزة لمرضى الزهايمر.
وأظهرت التجربة الأخيرة المطبقة في التجارب السريرية أن لقاح “AADvac1” يسبب تراكم أبطأ لبروتين الخيط العصبي الخفيف (NfL) ، مما يشير إلى حدوث تنكس عصبي أبطأ مقارنة بالمرضى الذين تلقوا العلاج الوهمي.
قال مؤلف الدراسة وكبير علماء الأبحاث السريرية في الشركة الطبية، بيتر نوفاك: “هذه هي المرة الأولى التي أظهر فيها العلاج المناعي الذي يستهدف تاو دليلًا واضحًا على التأثير على عملية التنكس العصبي ومؤشرًا قويًا على التأثير السريري في المرضى الذين يعانون من العلامات الحيوية المؤكدة لمرض الزهايمر”.
التأثير المعرفي للقاح
اعتبر الباحثون أن “التأثير المعدل للمرض” هو بالتأكيد تطور واعد جدا ويجب مراقبته، إلا أن العلاج التجريبي لم يظهر حتى الآن علامات مقنعة على أنه يعمل على مواجهة التدهور المعرفي بشكل فعال وكبير لمرضى الزهايمر الذين تمت عليهم التجارب.
وكتب الباحثون في دراستهم: “لم يتم العثور على تأثيرات مهمة في الاختبارات المعرفية والوظيفية على عينة الدراسة بأكملها”.
لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج مأخوذة من تجربة سريرية صغيرة نسبيًا ومبكرة من المرحلة الثانية، وهي مصممة في المقام الأول لاختبار ملف أمان اللقاح التجريبي فقط.
ومن هذه الناحية، اعتبر اللقاح جيدا ولم ترصد أي نتائج سلبية على المرضى المتلقين له، يقول الباحثون إننا نحتاج إلى تجربة أكبر تشمل المزيد من المرضى – وعلى الأرجح أيضًا المزيد من المرضى الذين يعانون من الخرف.