في قضية إنسانية تسلط الضوء على القسوة غير المسبوقة لسياسات الهجرة الأمريكية الحالية، تواجه دونا هيوز-براون، وهي جدة إيرلندية تبلغ من العمر 58 عاماً وتقيم بشكل قانوني في الولايات المتحدة منذ عام 1977، خطر الترحيل بسبب جنحة بسيطة تعود إلى عشر سنوات مضت: تحرير شيك بدون رصيد بقيمة 25 دولاراً.
من هي دونا هيوز-براون؟
انتقلت دونا هيوز-براون إلى الولايات المتحدة عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، وعاشت فيها بشكل قانوني طوال 47 عاماً، حيث حصلت على البطاقة الخضراء (Green Card) وجددتها عدة مرات، لكنها لم تحصل على الجنسية الأمريكية. هي أم لخمسة أبناء وجدة لعدد من الأحفاد، وتدير مزرعة خيول في تروي بولاية ميزوري مع زوجها جيم براون، وهو مواطن أمريكي ومحارب قديم في البحرية الأمريكية. تُعرف دونا في مجتمعها بعملها التطوعي، حيث تنظم صناديق طعام للمحتاجين وتساعد العائلات المتضررة من الأعاصير.
الاعتقال والاحتجاز
بدأت محنة دونا في 29 يوليو الماضي، عندما كانت عائدة من رحلة إلى إيرلندا لحضور جنازة أحد أفراد عائلتها. عند هبوطها في مطار أوهير الدولي في شيكاغو، كان ضابط شرطة في انتظارها عند مخرج الطائرة واعتقلها. وبعد خمسة أيام، تم نقلها إلى مركز احتجاز تابع لوكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) في ولاية كنتاكي، حيث وُضعت مؤخراً في الحبس الانفرادي.
وصف زوجها، جيم براون، ظروف احتجازها بأنها “مزرية”، وأشار إلى أنه فقد الاتصال بها لعدة أيام بعد نقلها إلى العزل، معتقداً أن السبب قد يكون طلباتها المتكررة للحصول على نظام غذائي منخفض الصوديوم.
الأساس القانوني للتهديد بالترحيل
السبب وراء هذا الإجراء الصادم هو جنحة بسيطة ارتكبتها دونا في عام 2015، حيث حررت شيكاً بقيمة 25 دولاراً بدون رصيد. وقد قامت بتسوية الأمر بالكامل في ذلك الوقت، حيث سددت المبلغ وخضعت لفترة مراقبة.
ومع ذلك، يتم استخدام هذه الحادثة القديمة ضدها بموجب تعديل جديد لقانون الهجرة والجنسية، والذي تم إقراره كجزء من “قانون الفاتورة الكبيرة الجميلة الواحدة” (one big beautiful bill act) الذي دفعت به إدارة الرئيس ترامب. يسمح هذا القانون الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ في 24 يوليو، بمنع أي مقيم أجنبي من دخول الولايات المتحدة وترحيله إذا كان قد انتهك أي قانون خلال العشرين عاماً الماضية، بغض النظر عن مدى بساطة المخالفة.
ندم وألم
أعرب زوجها، جيم براون، عن ندمه الشديد لانتخابه دونالد ترامب، قائلاً إنه يندم على ذلك “بنسبة 100%”. وأضاف: «لقد وقعوا على مشروع قانون غبي يعذب الأبرياء، وهذه هي المشكلة».
من المقرر أن يتم ترحيل دونا في 17 سبتمبر، لكن عائلتها ومحاميها يأملون في إلغاء القرار، وقد قدموا 40 شهادة حسن سلوك لدعم قضيتها. وتمثل قصة دونا هيوز-براون مثالاً صارخاً على كيفية تأثير سياسات الهجرة المتشددة على حياة الأفراد الذين يعتبرون الولايات المتحدة وطنهم منذ عقود، وتوضح أن حتى حاملي البطاقة الخضراء لم يعودوا في مأمن من الترحيل بسبب مخالفات بسيطة وقديمة.