نيويورك اليوم

جريمة كراهية في كوينز: تفاصيل الاعتداء الوحشي على سيدة مسلمة في مترو الأنفاق

في حادثة مروعة تعكس تصاعد التوترات في مدينة نيويورك، تعرضت سيدة مسلمة تبلغ من العمر 55 عامًا لاعتداء وحشي في مترو الأنفاق بحي كوينز، في هجوم تعتقد السلطات أنه جريمة كراهية. كانت الضحية، وهي أم لخمسة أبناء، في طريقها إلى عملها في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء الماضي، تستمع إلى القرآن الكريم عبر سماعاتها وترتدي حجابها، عندما باغتها المعتدي بسلسلة من الأسئلة العدائية قبل أن ينهال عليها بالضرب.

وفقًا لرواية الضحية التي فضلت عدم الكشف عن هويتها خوفًا على سلامتها، اقترب منها رجل وبدأ يسألها بغضب: «من أين أنتِ؟». وعندما استفسرت عن سبب سؤاله، صرخ في وجهها مكررًا: «هل أنتِ مسلمة؟ هل أنتِ مسلمة؟». وما أن أجابت بـ«نعم»، حتى بدأ الاعتداء الوحشي. وقد أسفر الهجوم عن إصابتها بجروح بالغة، بما في ذلك كسر في الأنف وعظمة محجر العين، بالإضافة إلى كدمات سوداء حول عينيها.

من هو المهاجم وما هي التهم الموجهة إليه؟

ألقت الشرطة القبض على المشتبه به بعد فراره من القطار في محطة “فورست هيلز”، وتم التعرف عليه باسم نافيد دورني، البالغ من العمر 34 عامًا. وبحسب تصريحات الشرطة، قام دورني بركل الضحية في وجهها ورأسها ورقبتها بحذائه الثقيل. يواجه دورني الآن تهمًا متعددة تشمل الاعتداء والمضايقة المشددة، مع تصنيفها كجرائم كراهية. هذا التصنيف القانوني له أهمية كبيرة في النظام القضائي الأمريكي؛ فهو لا يعتبر جريمة منفصلة بحد ذاتها، بل هو “ظرف مشدد للعقوبة” (sentence enhancer) يقر بأن الدافع وراء الجريمة كان التحيز ضد مجموعة محمية (على أساس الدين أو العرق أو الأصل القومي). ونتيجة لذلك، يمكن أن تؤدي الإدانة إلى عقوبات أشد بكثير، تصل في هذه الحالة إلى السجن لمدة 25 عامًا أو حتى السجن مدى الحياة. ومن المقرر أن يمثل دورني أمام المحكمة في 23 يونيو.

تأثير الحادث على الجالية العربية والمسلمة

أثار هذا الاعتداء موجة من الخوف والقلق داخل الجاليات العربية والمسلمة في نيويورك، التي تشعر بأنها مستهدفة بشكل متزايد. عبرت الضحية عن صدمتها ورعبها من استخدام مترو الأنفاق مرة أخرى، قائلة: «عندما أرى المترو، يذكرني بكل شيء. لا أعتقد أنني سأستقل المترو مرة أخرى في أي وقت. عقليًا، لا أعرف كم من الوقت سأحتاج للتعافي». وبسبب إصاباتها البالغة، اضطرت الضحية للتغيب عن عملها، مما دفع عائلتها إلى إطلاق حملة تبرعات عبر الإنترنت على منصة “GoFundMe” للمساعدة في تغطية الفواتير الطبية وتكاليف المعيشة، وهو واقع شائع في الولايات المتحدة حيث يمكن أن تكون النفقات الصحية باهظة. يعكس هذا الحادث الأثر العميق لجرائم الكراهية، الذي يتجاوز الأذى الجسدي ليشمل صدمة نفسية وخسائر مالية، ويزرع شعورًا بعدم الأمان في الأماكن العامة التي يعتمد عليها الملايين يوميًا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !