أعادت قصة وفاة الطفل المغربي ريان، بعد سقوطه في بئر ومكوثه 5 أيام حتى نجحت خطة إخراجه، التذكير بقصة مماثلة، وقعت لطفلة عمرها سنة ونصف في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن القصة الأخيرة كانت نهايتها سعيدة بإنقاذ الطفلة بعد 56 ساعة داخل البئر.
القصة المشار إليها هي واقعة الطفلة جيسيكا ماكلور Jessica McClure التي ولدت في 26 مارس 1986، وعرفت باسم “بيبي جيسيكا” Baby Jessica في عام 1987.
وسقطت الطفلة جاسيكا في بئر في الحديقة الخلفية لمنزل خالتها في ميدلاند في ولاية تكساس الأمريكية في 14 أكتوبر 1987 في عمر 18 شهر. عمل رجال الإنقاذ لمدة 56 ساعة لتحريرها من البئر الذي يبلغ عرضه 20 سنتمتر وعمقه 22 قدم تحت سطح الأرض.
اكتسبت القصة اهتماماً عالمياً، كما صاحبتها انتقادات لوسائل الإعلام حيث رأى الكثيرون تحول الموضوع إلى ما يشبه السيرك الإعلامي.
تحولت القصة إلى موضوع لفيلم تلفزيوني من إنتاج شبكة إيه بي سي عام 1989 بعنوان “طفلة الجميع: إنقاذ جيسيكا ماكلور”.
واستقبلها الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب في البيت الأبيض.
وكما حدث في حالة ريان فقد كانت فتحة البئر الذي سقطت فيه جيسيكا ضيقة جدًا ولا تسمح لرجال الإنقاذ بالنزول منها والوصول إلى الطفلة، لذا قرر رجال الإنقاذ وقتها أن يقوموا بحفر بئر موازٍ للبئر الذي سقطت فيه جيسيكا.
ثم حفروا نفقًا أفقيًا عبر الصخور الكثيفة لربط البئرين وسحب الطفلة من مكانها، وفي هذه الأثناء تم إنزال ميكروفون في البئر لمتابعة حالة الطفلة الصغير من خلال صوتها، حيث كان يمكن سماعها وهي تبكي وتهمهم وتغني طوال محنتها.
وفي ليلة 16 أكتوبر 1987 تم إنقاذ جيسيكا أخيرًا عندما شق المسعف روبرت أودونيل طريقه إلى النفق وسحب الطفلة الصغيرة، وعندما أخرجها رجال الإنقاذ أخيرًا إلى السطح، كانت مغطاة بالأوساخ والكدمات، وكان كفها الأيمن عالقًا على وجهها. وفقًا لصحيفة.
بعد إنقاذها دخلت ماكلور المستشفى لأكثر من شهر، وفقدت إصبع قدمها بسبب الغرغرينا، لأن إحدى ساقيها كانت معلقة فوق رأسها في وضعها العمودي التي كانت عليه في البئر.
تقول جيسيكا، التي تبلغ من العمر 35 عامًا حاليًا، إنها لا تتذكر إلا القليل عن هذا الحادث، لكنها لا تزال تحمل ذكرى منه عبارة عن ندبة ممتدة على جبينها حتى الأنف ناتجة عن احتكاك رأسها بجدار البئر.