نيويورك اليوم

حريق هائل يلتهم أربعة منازل في كوينز ويُصيب شخصين ويُشرّد 16 ساكنًا

شهد حي ريتشموند هيل في كوينز ليلةً عصيبة بعد اندلاع حريق ضخم من مستوى خمس إنذارات، التهم صفاً من المنازل المتلاصقة وأدّى إلى إصابة شخصين وتشريد عدد كبير من السكان، في واقعة تُعيد تسليط الضوء على تحديات السلامة السكنية في الأحياء السكنية المكتظة في مدينة نيويورك.

تفاصيل الحريق وتدخل فرق الإطفاء

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية عن إدارة الإطفاء في نيويورك، فقد بدأ الحريق قبيل الساعة 10:50 مساء الإثنين، عندما اندلعت النيران في أحد المنازل في صف من المنازل المتجاورة في ريتشموند هيل، قبل أن تمتد سريعاً إلى ثلاثة منازل أخرى مجاورة. أكثر من 200 عنصر من الإطفاء وخدمات الطوارئ الطبية هرعوا إلى المكان للتعامل مع النيران التي اجتاحت طوابق المنزل الأول كافة، ثم امتدت إلى الأبنية المتجاورة، ما أدى إلى انهيار جزئي لأحد المنازل وأضرار جسيمة في الأربعة جميعاً.

شهود عيان قالوا إن ألسنة اللهب كانت تُرى من مسافة بعيدة؛ أحدهم وصف المشهد بقوله إن النيران كانت مرئية من «خمسة أبنية» تقريباً، فيما عبّر آخر عن شعوره بـ«الرعب» عندما شاهد سرعة تمدد الحريق ليلاً. واستغرق الأمر ساعات طويلة حتى تمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق وإعلانه تحت السيطرة، في ظل درجات حرارة منخفضة وظروف عمل صعبة ليلاً.

الإصابات وحجم الأضرار السكنية

أفادت السلطات بأن شخصين أُصيبا في الحريق، أحدهما من عناصر الإطفاء والآخر من السكان، وأن إصابتيهما وُصفتا بغير المهدِّدة للحياة، وتلقّيا العلاج اللازم. لكن الأثر الأكبر كان على صعيد الأسر التي فقدت مساكنها؛ إذ أشارت المعلومات الأولية إلى تشريد 16 مقيماً على الأقل، فيما يقوم مفتشو الأبنية بتقييم درجة سلامة الهياكل المتضررة لتحديد ما إذا كان بالإمكان الدخول إلى بعض المنازل لاسترجاع المتعلقات الشخصية أم أن الضرر الإنشائي يمنع ذلك تماماً.

الأضرار المادية شملت احتراق أسطح وعدة طوابق بالكامل، وتهدم أجزاء من الجدران والأسقف، فضلاً عن تلف الأثاث والمقتنيات داخل المنازل المتضررة، ما يعني أن معظم الأسر ستحتاج إلى إيواء طارئ لفترة غير قصيرة إلى حين العثور على بدائل سكنية أو إصلاح ما يمكن إصلاحه.

خلفية عن نظام إنذارات الحرائق في نيويورك

يعتمد جهاز الإطفاء في نيويورك نظام «مستويات الإنذار – Alarm» لتصنيف حجم الحريق ودرجة الموارد المطلوبة للتعامل معه. ويُعتبر حريق بخمس إنذارات من أكبر المستويات، ويستدعي استنفار عدد كبير من الوحدات والعناصر من عدّة مناطق، ما يعكس خطورة الموقف واتساع نطاق الحريق. هذا النوع من الحرائق غالباً ما يرتبط بأبنية متلاصقة أو منشآت كبيرة، حيث يمكن أن تنتقل النيران سريعاً من مبنى لآخر إذا لم تُحتوَ في اللحظات الأولى.

في أحياء مثل ريتشموند هيل، حيث تنتشر المنازل المتجاورة والقديمة نسبياً، تزداد مخاطر امتداد النيران وسرعة انتشارها، خصوصاً إذا كانت الأبنية تحتوي على مواد قابلة للاشتعال أو تمتد فيها الفراغات بين الجدران والأسقف دون عوازل حديثة تمنع تمدد الحريق.

دلالات للحياة اليومية ولسلامة الجاليات المهاجرة

هذه الحادثة تذكير مهم للأسر المقيمة في نيويورك، ومن بينها الجاليات العربية، بأهمية مراجعة إجراءات السلامة في المنازل: التأكد من عمل أجهزة إنذار الحريق، وعدم تحميل التوصيلات الكهربائية فوق طاقتها، والالتزام بتعليمات البناء وعدم إغلاق مخارج الطوارئ أو ممرات السلالم بالأثاث. كثير من العائلات المهاجرة تستأجر مساكن في أبنية قديمة أو مكتظة بسبب ارتفاع الإيجارات، ما يجعلها أكثر عرضة لخطر الحرائق ولخسارة المسكن فجأة.

كما أن تشريد 16 مقيماً في ليلة واحدة يسلّط الضوء على ضرورة معرفة العائلات بحقوقها في الحصول على خدمات الطوارئ والإيواء، والتواصل مع منظمات المجتمع المدني التي تقدّم المساعدة في مثل هذه الظروف، خاصةً للأسر التي قد تواجه عوائق لغوية أو قانونية عند التعامل مع الأجهزة الرسمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى