حذر حكام ولايات جنوب الولايات المتحدة، الأحد، من أن ولاياتهم تواجه خطر تزايد حالات الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» بعد محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التقليل من خطورة انتشار الفيروس القاتل.
ويضرب وباء «كوفيد-19» منذ أسابيع ولايات جنوب وغرب الولايات المتحدة. فسجلت فلوريدا عشرة آلاف حالة جديدة يوميًّا في بعض الأحيان، فيما سجلت أريزونا أعدادًا قياسية داخل المستشفيات وتكاد وحدات العناية الفائقة في هيوستن بتكساس تستنفد طاقتها، وفق «فرانس برس».
ومع استمرار ترامب في التقليل من الوباء، متجنبًا وضع كمامة ومواصلًا مخاطبة تجمعات كبيرة، قائلًا إن التوصل إلى لقاح بات على بعد أشهر فقط ومؤكدًا أن «99 بالمئة» من الحالات ليست خطيرة، بدأ سخط المسؤولين المحليين بالتصاعد، مع إثارة البعض فكرة فرض أوامر جديدة للحجر المنزلي.
وقالت كاتي غاليغو عمدة فينيكس في أريزونا لبرنامج «ذيس ويك» الذي تبثه شبكة «إيه بي سي» إن ترامب يرسل «رسائل مشوشة». وأضافت الديمقراطية غاليغو: «كان الرئيس ترامب في مدينتي، اختار عدم وضع كمامة وينظم أحداثًا كبيرة، بينما أحاول دفع الناس» للبقاء في المنزل وتجنب الازدحام.
وقالت إن أريزونا بدأت بإعادة فتح اقتصادها «في وقت مبكر للغاية»، مضيفة: «لدينا نوادٍ ليلية ونوزع الشمبانيا مجانًا، في غياب الكمامات». وتابعت أن عدم وجود إمكانات كافية لإجراء فحوص أدى إلى انتظار بعض الأشخاص، بينهم مَن لديهم أعراض، لمدة تصل إلى ثماني ساعات في سياراتهم.
ومع ذلك، عندما طلبت من الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ المساعدة في ذلك ، «قيل لنا إنهم ينأون بأنفسهم، الأمر الذي يبدو كأنهم يعلنون النصر بينما نحن في الأزمة».
ووصل عدد المرضى في وحدات العناية الفائقة في مستشفيات أريزونا إلى مستويات قياسية، حسب ما ذكرت جريدة «أريزونا ريبابليك». وسجلت الولاية أكثر من 1800 وفاة، أي أكثر من ستة أضعاف عدد الوفيات في كوريا الجنوبية كلها.
وكان مدير إدارة الغذاء والدواء الأميركية الدكتور ستيفن هان أكثر حذرًا من ترامب عندما سئل عن التأكيدات المتفائلة الأخيرة للرئيس. وفيما يتعلق بتوقع ترامب بأن اللقاح سيكون متاحًا «قبل نهاية العام بوقت طويل»، قال هان إنه على الرغم من «السرعة غير المسبوقة» لجهود البحث «لا يمكنني التنبؤ بموعد توفير اللقاح».
ويتوقع عدد قليل من الخبراء أن يكون اللقاح متاحًا على نطاق واسع قبل نهاية العام. وفيما يتعلق بتأكيد ترامب أن 99 بالمئة من حالات كوفيد-19 «غير ضارة تمامًا»، قال هان لشبكة «إيه بي سي» إن «أي وفاة هي حالة مأساوية».
وأصدرت القاضية الديمقراطية لينا هيدالغو في منطقة تتضمن هيوستن، أمرًا بالحجر المنزلي في وقت مبكر من انتشار الوباء، لكن الحاكم غريغ أبوت حظر فرض هذه القيود. ولكن مع انتشار الفيروس، أمر الحاكم الجمهوري بوضع الكمامات في معظم مناطق تكساس.
وقالت هيدالغو إن المستشفيات في هيوستن، التي تضم أكبر مجمع طبي في العالم، وعشرات مدن تكساس الأخرى «تعمل بأقصى قدراتها». وكانت ولايات الجنوب الأكثر تضررًا من أولى الولايات التي أعادت فتح اقتصاداتها، بتشجيع كبير من ترامب، بعد أشهر من الإغلاق. وقاوم بعض رؤساء البلديات تدابير إعادة الفتح.
وقال رئيس البلدية الجمهوري فرنسيس سواريز لمحطة «إيه بي سي» إن «مدينة ميامي كانت آخر مدينة في ولاية فلوريدا بالكامل تعيد فتح» اقتصادها. وتابع: «تعرضت لانتقادات لأنني انتظرت طويلًا. عندما أعدنا فتح الاقتصاد، بدأ الناس بالاختلاط على أساس أن الفيروس غير موجود» أساسًا.
وحذر توم بوسرت، مستشار الأمن الداخلي السابق لترامب، من أن الأمور يمكن أن تسوء أكثر. وقال إنه منذ 19 يونيو، سجلت فلوريدا 100 ألف إصابة جديدة. وأوضح: «هناك سبب قوي للاعتقاد بوجود 500 ألف شخص في فلوريدا الآن يمكن أن ينقلوا العدوى»، لافتًا الى أن «الكمامات وحدها لن توقف» انتقال العدوى