يرتبط العامل الأول بالنظام الغذائي المناسب والذي يعتمد في جزء كبير منه على ما تحب أن تأكله وما هو الأنسب لنمط حياتك الشخصي، حيث نوه د. لورنس تشيسكين، رئيس قسم دراسات التغذية والغذاء في جامعة جورج ميسون في فيرفاكس، فيرجينيا أنه “لا فائدة من القيام بأي من هذه الحميات إذا كنت ستلتزم به لمدة أسبوع ثم تعود إلى أنماطك الغذائية السابقة”.
بينما يتمحور العامل الثاني في أن أي نظام غذائي أو نمط أكل صحي سيساعد على إنقاص الوزن فقط في حال كان تناول سعرات حرارية أقل يوما بعد يوم، حيث أكدت كارولين سوزي، اختصاصية تغذية مسجلة في دالاس والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية: “في أي وقت نخفض فيه السعرات الحرارية، سنشهد خسارة في الوزن”.
للصوم أصول قديمة
وأشار الخبراء إلى أن اثنين من أنماط الأكل التي تدعمها معظم العلوم المتمثلة بالصيام المتقطع ونظام البحر الأبيض المتوسط، لم يكن المقصود منها في البداية أن يكونا وسيلة لفقدان الوزن.
وأشارت سوزي إلى أن هذا النظام موجود منذ الأزل، حيث تمارس العديد من الأديان القديمة الصيام المتقطع، وذلك “نظرا لقيمته القديمة والتاريخية التي يتمتع بها هذا النظام الغذائي”، مضيفة أن الجميل في الأمر هو أن هذا النمط لا يخبرك بما تأكله، بل يخبرك بموعد تناول الطعام فقط”.
ومع ذلك، أشارت سوزي إلى أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل تجنب الصيام، لأنه قد يؤدي إلى مشاكلهم مع الطعام.
خيار مفيد لصحة القلب
وأشارت الدراسة إلى أن حمية البحر الأبيض المتوسط توصف بأنها وسيلة للحفاظ على صحة القلب، لكنها لا تهدف إلى إنقاص الوزن.
وفقا لجمعية القلب الأمريكية، يعتمد هذا النظام الغذائي على مطبخ البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط وعادة ما يكون غنيا بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والفاصوليا والمكسرات والدهون غير المشبعة مثل زيت الزيتون، والتي من خلالها يمكنك أيضا تناول كميات قليلة إلى معتدلة من منتجات الألبان والبيض والأسماك والدواجن.
ونوه تشيسكين هنا إلى أن هذا النظام صحي ولكن لمن يود إنقاص وزنه، فعليه تقليل الدهون والسعرات الحرارية المرتبطة بهذه الحمية، في حين أشارت سوزي إلى أن حمية البحر الأبيض المتوسط قد ثبت أنها تقلل الالتهاب المرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة المختلفة.
الكيتو ليس جديدا
تقول الدراسة أن نظام الكيتو الغذائي هو خطة عصرية أخرى لفقدان الوزن، على الرغم من أن سوزي تحذر من أنه ليس مفهوما جديدا تماما.
ويحد نظام كيتو الغذائي بشدة من تناول الكربوهيدرات، مع زيادة تناول الدهون والبروتينات، حيث تقول سوزي إن الهدف من اتباع هذه الحمية هو الوصول إلى حالة من التمثيل الغذائي حيث “يتم حرق الدهون للحصول على الطاقة بدلا من حرق الكربوهيدرات للحصول على الطاقة”.
ومع ذلك، يمكن أن يكون نظام الكيتو قاسيا على الشخص، إذا غالبا ما يعاني الأشخاص الجدد في نظام الكيتو من “إنفلونزا الكيتو” لبضعة أيام، حيث يشعرون بالدوار والخمول والصداع، كما أنه من الآثار الجانبية الشائعة الأخرى اضطراب النوم والإمساك، فيما رأى تشيسكين أن تركيز الكيتو على الدهون ليس جيدا لصحة القلب.
احذر من نظام الـ 30 يوما
أما بالنسبة لحمية الـ 30 يوما، وهو نظام غذائي يقطع فيه المشاركون السكريات المضافة والحبوب والبقوليات ومنتجات الألبان لمدة شهر كامل، فقد أشارت سوزي إلى أن ما يثير القلق قليلا بشأن هذا النظام هو أنه قد تم تأسيسه من قبل أشخاص لديهم “قدر محدود من التثقيف الغذائي”، خاصة أنها تستبعد العديد من أصناف الطعام المختلفة، حيث يجب الامتناع عن بعض الأطعمة مثل الفول أو منتجات الألبان قليلة الدسم والتي تعتبر عموما من الأطعمة ذات الوزن الثقيل.
أشادت سوزي بهذه الحمية من حيث أنها تشجع على تناول المزيد من الفاكهة الطازجة والخضروات الطازجة، لكنها في الوقت نفسه لا تفضل اتبع هكذا حمية لأشخاص ليش لديهم حساسية من الألبان وتجنب الفاصوليا والكربوهيدرات المعقدة.
فيما اعتبر تشيسكين أن نظام حمية الـ 30 يوما “يميل إلى تقليل الالتهاب ويمكن أن يسبب فقدان الوزن اعتمادا على عدد السعرات الحرارية التي تتناولها”، مشيرا إلى أن “تصميمه جاء من قبل خبراء التغذية الرياضية”، لذلك يمكن بعد انتهاء المدة المطلوبة العودة إلى تناول الوجبات التي تم التخلي عنها قبل اتباع هذه الحمية.
أفضل نظام غذائي: نظام تلتزم به
يقول الخبراء إنه قد يكون من الصعب الحفاظ على مثل هذه الأنظمة الغذائية المقيدة بالنسبة لمعظم الناس، وسوف يميل الناس إلى التراجع عنها بمرور الوقت.
وبناء على ذلك تشير سوزي إلى أن نمط أكلها بسيط إلى حد ما، فوجبة الفطور تتكون من اللبن الزبادي اليوناني قليل السكر مع إضافة بعض المكسرات، أم وجبة الغداء فهي عبارة عن شطيرة من خبز الحبوب الكاملة مع بعض الخضار مثل سلطة أو شرائح خيار أو طماطم كرزية، إضافة إلى وجبة خفيفة بعد الظهر تتكون من قطعة فاكهة وقطعة جبن، فيما يحتوي العشاء على نصف طبق من الفواكه والخضروات، وربع طبق من اللحم قليل الدهن، وربع طبق من الكربوهيدرات المعقدة مثل البطاطس.
واختتمت سوزي بالقول إنه لا يوجد شيء مثل “يوم الغش” بالنسبة لها: “أنا من أشد المؤمنين بأن جميع الأطعمة يمكن أن تكون مناسبة، إذا كنت أشتهي شيئا ما، فسأحترم هذه الرغبة وسأتناول القليل من أي شيء”، مضيفة أنها ستعود لنظامها الغذائي بمجرد تناول الوجبة التالية.