يترقب سكان نيويورك تطورات العاصفة الشتوية المتوقعة يوم الخميس، والتي أثارت جدلاً بين خبراء الأرصاد الجوية حول حجم تأثيرها الفعلي على المدينة. فبعدما كانت التوقعات الأولية تشير إلى احتمال عاصفة قوية، بدأت المؤشرات تشير إلى مسار مختلف قد يؤدي إلى تساقط كميات أقل من الثلوج مما كان متوقعًا في البداية.
توقعات غير محسومة بعد
وفقًا لخبير الأرصاد الجوية ديف دومبيك من AccuWeather، فإن التوقعات ما زالت غير واضحة تمامًا، حيث تعطي النماذج الجوية المختلفة سيناريوهات متباينة حول مسار العاصفة وشدتها. إلا أن ما هو مؤكد حتى الآن هو انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مما يعني أن أي هطول سيكون على شكل ثلوج صافية دون مزيج من الأمطار المتجمدة أو الجليد، على عكس بعض العواصف السابقة.
من المتوقع أن تتحرك العاصفة، التي تتشكل حاليًا غرب البلاد، نحو المحيط الأطلسي مرورًا بساحل كارولاينا الشمالية مساء الأربعاء وحتى فجر الخميس. وبحسب دومبيك، فإن العاصفة لن تمر مباشرة فوق مدينة نيويورك، لكنها ستظل ضمن نطاق تأثيرها، ما قد يؤدي إلى تساقط بعض الثلوج في أنحاء المدينة.
العوامل المتنافسة: هل ستصل الثلوج إلى نيويورك؟
رغم إمكانية تساقط الثلوج، هناك عنصر أساسي قد يحول دون ذلك، وهو كتلة الهواء الجاف التي تسيطر على جنوب ولاية نيويورك. وأوضح دومبيك أن هذا الهواء الجاف قد يمنع وصول التساقطات الثلجية إلى المدينة، حيث قال:
“لدينا صراع بين الكتلة الهوائية الجافة التي تحاول الاحتفاظ بسيطرتها، وبين العاصفة التي تحاول دفع الثلوج شمالًا. وهذا ما يجعل توقعات الطقس صعبة في الوقت الحالي.”
إذا تمكن الهواء الجاف من الصمود، فقد لا يتجاوز تساقط الثلوج في المدينة بوصة واحدة، وربما حتى أقل من ذلك. لكن في حال تراجع تأثير الهواء الجاف أمام قوة العاصفة، فقد تتلقى نيويورك تراكمات تتراوح بين 1-3 بوصات، وفقًا لتقديرات AccuWeather.
الاحتمالات لا تزال مفتوحة
على الرغم من أن السيناريو الأكثر ترجيحًا يشير إلى تراكم طفيف للثلوج، فإن دومبيك لم يستبعد تمامًا احتمال أن تتلقى المدينة كميات أكبر إذا ما ضعفت الكتلة الهوائية الجافة، حيث قد تصل التراكمات إلى 3-6 بوصات في بعض المناطق.
ومن المتوقع أن يبدأ تأثير العاصفة على المدينة يوم الخميس، وقد يستمر حتى مساء اليوم نفسه قبل أن تبدأ الأجواء بالتحسن مع دخول يوم الجمعة.
يبقى السؤال الآن: هل ستنجح العاصفة في اختراق الحاجز الجاف وجلب المزيد من الثلوج إلى نيويورك؟ أم أن الهواء الجاف سيحسم المعركة ويجعل هذه العاصفة أقل تأثيرًا مما كان متوقعًا؟ الأيام القليلة القادمة ستحسم الإجابة.