في خطوة قد تغير وجه أزمة السكن في مدينة نيويورك، وافقت لجنة تخطيط المدينة يوم أمس على خطة طموحة لإعادة تقسيم المناطق في وسط مانهاتن الجنوبي، مما يمهد الطريق لبناء ما يقرب من 10,000 وحدة سكنية جديدة في منطقة كانت محظورة على الإسكان لعقود طويلة. وتُعد هذه الخطة، المعروفة باسم «خطة ميدتاون ساوث للاستخدامات المتعددة» (MSMX)، جزءاً من رؤية أكبر لإدارة العمدة إريك آدامز تهدف إلى إضافة 100,000 منزل جديد في مانهاتن خلال العقد المقبل.
الأهم من ذلك بالنسبة للعديد من العائلات، وخاصة المهاجرين الذين يواجهون صعوبة في تحمل تكاليف الإيجارات المرتفعة، هو أن الخطة تتضمن توفير ما يصل إلى 2,900 وحدة سكنية «ميسورة التكلفة بشكل دائم». ويتحقق ذلك من خلال تطبيق آلية «الإسكان الإلزامي الشامل» (MIH) لأول مرة في هذه المنطقة الحيوية من مانهاتن.
شرح المفاهيم الأساسية: ما هو «تقسيم المناطق» و«الإسكان الإلزامي الشامل»؟
لفهم أهمية هذا القرار، يجب توضيح مفهومين أساسيين في النظام المدني الأمريكي. «تقسيم المناطق» (Zoning) هو مجموعة من القوانين المحلية التي تحدد كيفية استخدام الأراضي والمباني في منطقة معينة. على سبيل المثال، تحدد هذه القوانين ما إذا كان يمكن بناء منازل أو مصانع أو متاجر في حي معين. كانت القوانين القديمة في منطقة وسط مانهاتن الجنوبي، التي تمتد على 42 مجمعاً سكنياً حول ساحة هيرالد بين شارعي 23 و40 غرباً، تمنع بناء مساكن جديدة وتخصص المنطقة بشكل أساسي للاستخدامات الصناعية والتجارية.
أما «الإسكان الإلزامي الشامل» (Mandatory Inclusionary Housing – MIH)، فهو قانون يفرض على المطورين العقاريين الذين يبنون مباني سكنية جديدة تخصيص نسبة معينة من الشقق (عادة 20-30%) لتكون بأسعار إيجار مخفضة وموجهة للعائلات ذات الدخل المنخفض والمتوسط. هذا الالتزام يجعل هذه الوحدات ميسورة التكلفة بشكل دائم، مما يضمن بقاءها في متناول الأجيال القادمة.
ماذا يعني هذا للمقيمين؟
تغطي الخطة منطقة غنية بفرص العمل ووسائل النقل العام، بما في ذلك قربها من محطات رئيسية مثل محطة بن ومحطة هيئة الموانئ، مما يجعلها موقعاً مثالياً للسكن. ومع ذلك، عانت المنطقة من ارتفاع الشواغر التجارية بعد جائحة كوفيد-19، بينما كانت المدينة ككل تعاني من أزمة سكن خانقة. تهدف الخطة إلى تحويل هذه المنطقة إلى حي نابض بالحياة على مدار الساعة، حيث يمكن للناس العيش والعمل والترفيه.
وقد أشاد العمدة إريك آدامز بالقرار قائلاً: «مع تصويت اليوم، نحن على بعد خطوة واحدة من بناء مساكن جديدة في وسط المدينة وجعلها حياً نابضاً بالحياة للعيش والعمل واللعب». وأضاف: «خطتنا لن توفر ما يقرب من 10,000 منزل جديد للحي فحسب، بل ستقربنا من رؤيتنا المتمثلة في توفير 100,000 منزل جديد في جميع أنحاء مانهاتن خلال العقد المقبل».
بعد موافقة لجنة التخطيط، ستنتقل الخطة الآن إلى مجلس مدينة نيويورك، الذي سيعقد جلسات استماع عامة قبل إجراء التصويت النهائي. ويمثل هذا الإجراء خطوة أخرى في نظام الضوابط والتوازنات في حكومة المدينة، حيث يجب أن يوافق المجلس المنتخب على مثل هذه التغييرات الكبيرة قبل أن تصبح قانوناً.