أثارت دراسة أمريكية مخاوف من عودة نشاط فيروس كورونا مرة أخرى، بعد أن توصلت إلى أن فيروس كورونا قد يعيش على الأسطح الخارجية لفترة أطول فى الخريف، وأظهرت دراسة أمريكية جديدة، وفقا لتقرير موقع الجريدة الصينية SCMP، أنه مع اقتراب نصف الكرة الشمالى من الخريف، قد يتمكن فيروس كورونا من البقاء على الأسطح الخارجية لفترة أطول.
ووجد الباحثون أنه فى درجات الحرارة والرطوبة المنخفضة، يمكن للفيروس، على سبيل المثال، أن يظل متخفيا وعلى قيد الحياة إذا كان بالخارج لمدة أسبوع، ويظل معديًا فى ذلك الوقت، عكس فصل الصيف الذى قُدر عمر الفيروس فيه بما يتراوح بين يوم إلى 3 أيام، وكتب الفريق بقيادة يورجن ريتشت، أستاذ علم الأحياء المجهرية البيطرية فى جامعة ولاية كانساس، فى ورقة بحثية غير خاضعة لمراجعة الأقران نُشرت على موقع ما قبل الطباعة bioRxiv، أن بقاء الفيروس لفترة طويلة على الأسطح فى الخريف يمكن أن يسهم فى انتشار جديد.
واعتقد الباحثون أن الفيروس سيعيش أيضًا لفترة أطول فى الداخل فى ظروف أكثر برودة وأقل رطوبة، ووجدت الدراسة أن متوسط عمر الفيروس، بلغ ما يقرب من 8 ساعات على مقبض الباب المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، أو ما يقرب من 10 ساعات على النافذة، وهو ما يقارب ضعف المدة فى الصيف، وتكيف فيروس كورونا، المسبب لمرض كوفيد -19، بشكل جيد مع البشر، لكن بقاءه على قيد الحياة خارج عوائلها البشرية – حيث ينتشر من خلال قطرات الجهاز التنفسى والأسطح الملوثة – يُعتقد أنه يفضل درجات الحرارة والرطوبة المنخفضة.
وبالنسبة للدراسة استخدم الفريق بيانات المناخ من الغرب الأوسط الأمريكى لإعادة إنشاء مواسم اصطناعية فى غرف السلامة الحيوية، وتم التحكم فى درجة الحرارة عند 13 درجة مئوية ورطوبة نسبية 66% و70%، ثم تم تطبيق الفيروس على أسطح 12 مادة يتلامس معها الأشخاص كل يوم، مثل الورق المقوى والخرسانة والمطاط والقفازات وأقنعة N95، حيث كان الهدف هو معرفة ما إذا كانت قابلية الفيروس للحياة تغيرت مع الموسم.
فى وقت سابق من الوباء، كان مجتمع البحث يأمل فى أن يتباطأ انتشار الفيروس فى الصيف، معتقدين أنه سيكون من غير المرجح أن يظل فى الهواء فى الطقس الأكثر دفئًا، لكن عودة ظهور العدوى فى العديد من المناطق – لا سيما الولايات المتحدة البلد الأكثر تضرراً، حيث تم تسجيل ما يقرب من 80 ألف حالة يومياً فى ذروة الصيف – أثار التساؤل عما إذا كان هناك أى تأثير موسمى على الإطلاق، وتشير الدراسات إلى أن فيروس كورونا حساس للغاية لدرجات الحرارة المرتفعة، لكنه لا يموت فى فصل الصيف.
وقال الباحثون فى الورقة إن نتيجة دراسة الغرب الأوسط تظهر بوضوح أن الفيروس يعيش لفترة أطول فى ظروف الربيع والخريف، وليس فى ظروف الصيف، ولوحظ هذا الاتجاه على جميع المواد المختبرة، بدرجات متفاوتة، من بينها نجا الفيروس لفترة أطول فى Tyvek، وهى مادة تركيبية تستخدم فى كل شىء من العزل المنزلى إلى معدات الحماية الشخصية والملابس الخارجية، مع عمر يصل إلى 45 ساعة.
قد يشهد الخريف أيضًا ارتفاعًا فى الأمراض المعدية الأخرى مثل الإنفلونزا، والتى قد تزيد من إرهاق أنظمة الرعاية الصحية، وحذرت الدراسات الحديثة من أنه قد يؤدى أيضًا إلى إصابة المرضى بعدوى متعددة تجعل أعراضهم أسوأ.
وحث الفريق البحثى الناس على الحفاظ على “ممارسة النظافة الشخصية الجيدة والتطهير المنتظم للأسطح التى يحتمل أن تكون ملوثة لمنع انتشار الفيروس، وتأتى الدراسة بعد تحذير صدر فى وقت سابق من هذا الشهر من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من احتمال أن يزداد الوضع سوءًا.