كشفت دراسة أجريت على 108 مدن أمريكية، أن الأحياء الفقيرة يمكن أن تصل إلى 12.6 درجة فهرنهايت أكثر سخونة من الأحياء الأغنى بسبب نقص الأشجار والمساحات الخضراء، فإن هذه النتائج جاءت في إطار مشروع مشترك من جامعة فرجينيا كومنولث وجامعة بورتلاند الحكومية، حيث جمعت الدراسة بيانات الأقمار الصناعية التي تظهر درجات حرارة الأرض لمدن مختلفة إلى جانب الخرائط التاريخية التي أظهرت الأحياء والفرق بينها.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، سجلت بورتلاند بولاية أوريجون أكثر الاختلافات تطرفاً بين الأحياء، بواقع 12.6 درجة فهرنهايت أكثر حرارة من أجزاء أخرى من المدينة، وكان لكل من دنفر ومينيابوليس اختلافات كبيرة أيضًا، تتراوح بين 10 و 12 درجة فهرنهايت.
ولعل السبب في ذلك هو أن غالبًا ما تفتقر هذه المناطق إلى الأشجار والحدائق ولديها الكثير من الكثافة المعبأة ومغطاة بطبقة من الخرسانة التي تعكس الحرارة وتزيد بشكل كبير من درجات حرارة الأرض.
وقال الباحث في ولاية بورتلاند فيفيك شانداس: “تمتص أوراق الأشجار الحرارة وتتبخر بعض المياه الموجودة في الشجرة نفسها، مما يخلق زيادة في الرطوبة النسبية ويحتمل أن يبرد ذلك المكان مباشرة”.
وأَضاف شانداس: “في حين أن المواد الأخرى الأكثر كثافة، مثل الأسفلت والخرسانة والكتلة أو حتى الطوب، ستمتص تلك الحرارة وتمسك بها”، موضحا “حتى بعد غروب الشمس، فإنها تحتفظ بالحرارة وتستمر في تضخيم درجات الحرارة محليًا”.
وصفت أشتون سيمبسون ، وهي من سكان روزود، وهو حي في شرق بورتلاند ، تحديات المعيشة في الحي، قائلة: “لديك حرارة مشعة من الشارع، حرارة مشعة من الأرصفة، حرارة تشع من أسطح المنازل، حرارة مشعة من مواقف السيارات، حرارة مشعة من السيارات”.
وجدير بالذكر، أنه في أوائل عام 2020 ، عملت بورتلاند على تغيير رمز البناء الخاص بها من خلال تفويض المجمعات السكنية متعددة التطوير لـ 15 % على الأقل من مساحتها للمساحات الخضراء والحدائق، ولكن من المرجح أن يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتم الشعور بالآثار الإيجابية.