بدأت حركة “#MeToo” لمحاربة التحرش الجنسي في أجواء العمل لتنتشر بشكل واسع بين العاملين في الولايات المتحدة الأميركية.
ولمتابعة نتائج هذه الحركة قام موقع الأبحاث “Survey Monkey” بمتابعة طريقة تعامل الرجال مع زميلاتهم من النساء في أجواء العمل قبل عام، وعاد الموقع ليقيس العلاقة ذاتها بعد عام على الحركة.
وأعلن الموقع أن انتشار حركة مماثلة لـ “#MeToo” أثر على طبيعة العلاقات بين الموظفين، ذاكرا أن 60 في المئة من المدراء الرجال، الذين شملهم المسح، يخشون وصمهم بالمتحرشين، ما أدى إلى تقليلهم التعامل مع موظفاتهم بنسبة 14 في المئة مقارنة بالعام الماضي، حتى وإن كان ذلك يتضمن جزءا من طبيعة أعمالهم.
وتضمن البحث الذي أجري بالتعاون مع منظمة “LeanIn”، أكثر من خمسة آلاف شخص سئلوا عن طبيعة تعامل شركاتهم مع قضايا التحرش الجنسي ومدى شعورهم بالأمان في العمل.
الرجال الذين يحظون بمناصب رفيعة عبروا بشكل خاص عن هذا التأثير، ففي 2018 عبر 34 في المئة من الرجال الذين أجري معهم المسح، عن عدم ارتياحهم للتفاعل اجتماعيا خارج أجواء العمل مع النساء اللواتي يعملن معهم، في حين ارتفعت تلك النسبة لتشمل 48 في المئة من الرجال خلال 2019.
واتخذ أكثر من ثلث الرجال خطوات فعلية لتجنب التواصل مع زميلاتهم خارج العمل، وابتعدوا كذلك عن عقد اجتماعات فردية مع الزميلات الإناث خارج العمل.
لكن أعداد الموظفات اللواتي يشعرن بتهديد حول التحرش الجنسي في العمل ازدادت، إذ عبرت 85 في المئة منهن عن شعورهن بالأمان في أعمالهن، وهي إشارة لانخفاض شعورهن بالأمان مقارنة بـ 91 في المئة في بحث العام الماضي.
وذكر الموقع أن عامة الناس يرون أن تبعات التحرش الجنسي غير ملائمة، بالأخص الآثار المترتبة على المسيرات المهنية لضحايا التحرش، إذ يعتقد 55 في المئة من العاملين أن الأثر المدمر للتقدم بشكاوى التحرش على سمعة الضحايا أكبر من أثره على المتحرشين أنفسهم، ويرى سبعة أشخاص من أصل عشرة أن تبعات إعلان قضايا التحرش تدوم على حساب الضحايا لفترات أطول من المتحرشين.
لكن التقرير نوه إلى إيجابيات حركة “#MeToo” وأثرها على تحرك الشركات وتركيزها على قضايا التحرش وأسبابه، بعقد ورشات توعوية حول المشكلة وكيفية تقديم شكوى وتحديد مفهوم التحرش للتمييز بين التصرفات المقبولة وغيرها، بالإضافة إلى التخلص من الموظفين المتسببين بالمشاكل.