الجالية العربية

دموع في مطار هيوستن: لاجئ عراقي يلتقي أسرته بعد ١١ شهراً من الفراق بسبب سياسات الهجرة

في مشهد مؤثر في مطار هيوستن الدولي، احتضن عمار الصباحي زوجته وأطفاله الأربعة بعد فراق دام أحد عشر شهراً، حيث انهمرت الدموع من عيون جميع الحاضرين في صالة الوصول الدولي حوالي الساعة ١١:٣٠ مساءً في ١٢ مارس الماضي. كانت رحلة هذه العائلة العراقية محفوفة بالمأساة والأمل، حيث اضطروا للعودة إلى العراق بعد ثلاثة أشهر فقط من وصولهم كلاجئين إلى أوستن، وذلك بسبب مأساة عائلية في بغداد جعلت عملية إعادة دخولهم للولايات المتحدة معقدة ومليئة بالتحديات.

خدمة محفوفة بالمخاطر مع القوات الأمريكية

عمار، البالغ من العمر ٤٥ عاماً، عمل لمدة ١٣ عاماً كحارس أمن مع الجيش الأمريكي والمتعاقدين في العراق. رغم المخاطر الجسيمة، آمن عمار بالمهمة الأمريكية قائلاً: « أعرف أن بلدي كان لديه رئيس دكتاتور، والقوات الأمريكية فعلت كل شيء: جلبت الحرية، وبنت المستشفيات والمدارس – كل شيء ». احتفظ عمار بطبيعة عمله الحقيقية سراً عن الجميع باستثناء زوجته، مدعياً أنه يعمل في مطعم في جنوب العراق. في النهاية، اكتشف أعداء الولايات المتحدة أنه لا يعمل فعلاً في مطعم، وعندما انتشر الخبر، أصبحت حياة جميع أفراد عائلته في خطر.

مأساة عائلية تقطع حلم أمريكي

بعد ثلاثة أشهر من وصولهم إلى الولايات المتحدة، تلقت زوجته زينب البالغة من العمر ٣٨ عاماً خبراً مدمراً من العراق: والدة زينب، وزوجة أخيها الحامل في شهرها الثامن، ووالدة زوجة الأخ، قُتلن جميعاً في حادث سير مروع عندما صدمتهن شاحنة. هذه المأساة الفادحة اضطرت العائلة للعودة فوراً إلى العراق لتقديم الدعم للأقارب الباقين ولحضور المراسم، مما عقّد وضعهم القانوني كلاجئين في الولايات المتحدة.

رحلة عبر المتاهة البيروقراطية

خلال غيابهم في العراق، بدأت إدارة ترامب في تنفيذ وعودها الانتخابية المناهضة للمهاجرين، بما في ذلك حظر السفر الذي كان من الممكن أن يمنعهم من العودة إلى الولايات المتحدة. أمضت العائلة شهوراً في القلق والانتظار، وهم يتنقلون عبر متاهة معقدة من الإجراءات البيروقراطية وإعادة فحص الأمان. عمار وصف هذه الفترة بأنها « ساعة واحدة تبدو وكأنها سنة كاملة »، حيث عاش في خوف مستمر من أن حلم أطفاله في الحصول على الجنسية الأمريكية قد ينتهي.

أهمية القصة للمجتمعات العربية

تجسد قصة عائلة الصباحي التحديات المعقدة التي تواجهها العائلات العربية والمهاجرة في التنقل بين التزاماتهم العائلية في بلدانهم الأصلية ومستقبلهم في أمريكا. العديد من العائلات العربية في نيويورك وأماكن أخرى تواجه معضلات مشابهة: كيف توازن بين الحاجة للبقاء مع الأقارب في أوقات الأزمات وبين حماية وضعهم القانوني في الولايات المتحدة. هذه القصة تُظهر أيضاً كيف أن الخدمة للولايات المتحدة، حتى في الظروف الخطيرة، لا تضمن مساراً سهلاً للاندماج في المجتمع الأمريكي. الآن، بعد لم الشمل، تقول العائلة أن هذه « حياة جديدة »، وهم يعملون على إعادة بناء حياتهم الأمريكية مع تقدير أعمق لقيمة الوحدة العائلية والمرونة في مواجهة الشدائد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !