قدمت رئيسة مجلس مدينة نيويورك أدريين آدامز أوراق تشكيل لجنة حملة انتخابية، مما يشير إلى أنها تفكر جديًا في خوض السباق لرئاسة البلدية في اللحظة الأخيرة ضد العمدة الحالي إريك آدامز.
تأتي هذه الخطوة المفاجئة بينما يواجه العمدة آدامز اتهامات جنائية بالفساد، الأمر الذي أحدث اضطرابًا في المشهد السياسي للمدينة. أدريين آدامز (64 عامًا) صرّحت بأنها تولي فكرة الترشح “اهتمامًا جادًا متزايدًا” بعد تشجيع متزايد من شخصيات نافذة في نيويورك. الخطوة قد تجعلها أول امرأة تتولى منصب عمدة نيويورك في تاريخ المدينة في حال قررت الترشح وفوزها بالمنصب.
أدريين آدامز تُعد شخصية معروفة في المجلس البلدي، وقد اشتبكت علنًا مع العمدة الحالي في عدة قضايا خلال الفترة الماضية. بإعلانها عن تشكيل لجنة لجمع التبرعات، وضعت نفسها فعليًا على طريق التحدي الانتخابي. تجدر الإشارة إلى أن العمدة إريك آدامز – لا تربطها به صلة قرابة رغم تشابه الأسماء – يواجه لائحة اتهام فيدرالية تتعلق بتلقي رشاوى، وهو ما ألقى بظلاله على إدارته. وكانت صحيفة بوليتيكو قد كشفت أن المدعي العام ليتيسيا جيمس وبعض قادة النقابات ضغطوا على آدامز لخوض هذه المنافسة. وقالت أدريين في بيان لها: “إن إلحاح هذه اللحظة والحاجة إلى قيادة كريمة وثابتة تضع سكان نيويورك أولاً وتدافع عن روح مدينتنا أمر نحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى… نحن نتخذ الخطوات اللازمة للتحضير لحملة قوية إذا ما قررت السعي لأصبح أول امرأة تتولى منصب عمدة مدينة نيويورك” هذه التصريحات تعكس نقدًا ضمنيًا لإدارة العمدة الحالي وسعيًا لتقديم نهج بديل في قيادة المدينة.
العمدة إريك آدامز يسعى لولاية ثانية في الانتخابات المقررة نوفمبر المقبل، لكنه يواجه انتقادات متزايدة حتى من داخل حزبه الديمقراطي بسبب قضية الفساد المرفوعة ضده . كان آدامز قد نفى التهم الموجهة إليه وطلب من المحكمة إسقاطها بشكل دائم بدلاً من تعليقها، في مواجهة غير معتادة مع وزارة العدل في إدارة الرئيس دونالد ترامب . هذه الاضطرابات فتحت الباب أمام شخصيات ديمقراطية أخرى للتفكير في الترشح، حيث ترى آدامز (أدريين) ومؤيدوها أن المدينة تحتاج قيادة جديدة “تكافح من أجل روح نيويورك” على حد تعبيرها.
من المتوقع أن تعلن أدريين آدامز قرارها النهائي بعد إلقاء خطاب “حالة المدينة” الأسبوع المقبل. وإذا أكدت ترشحها رسميًا، فستشهد نيويورك سباقًا انتخابيًا ساخنًا وغير مألوف، خاصة أن العمدة الحالي يواجه تحديات قانونية وسياسية في آن واحد. هذا التطور قد يعيد رسم الخريطة السياسية في المدينة، حيث سيراقب الجميع عن كثب ما إذا كان الناخبون سيختارون التجديد في القيادة أم يمنحون إريك آدامز فرصة ثانية. وفي كل الأحوال، ستستمر الأنظار – محليًا وعلى مستوى البلاد – في متابعة مجريات هذا السباق نظرًا لأهمية نيويورك وحساسية الظروف المحيطة به. المجتمع العربي وبقية مجتمعات المهاجرين سيواصلون المشاركة والحوار لضمان أن تعكس الحملات الانتخابية تطلعاتهم قبيل توجههم لصناديق الاقتراع في نوفمبر المقبل