الولايات المتحدة

رجل بريء يواجه الترحيل من أمريكا بعد 43 عاماً من السجن الظالم !

في قصة مأساوية تسلط الضوء على تقاطعات قاسية بين نظامي العدالة الجنائية والهجرة في الولايات المتحدة، يواجه سوبرامانيام “سوبو” فيدام، البالغ من العمر 64 عاماً، خطر الترحيل إلى الهند بعد أن أمضى أكثر من أربعة عقود في السجن ظلماً بتهمة قتل لم يرتكبها.

في وقت سابق من هذا الشهر، أسقط المدعي العام في مقاطعة سنتر بولاية بنسلفانيا تهم القتل الموجهة ضد فيدام، منهياً بذلك واحدة من أطول فترات السجن الخاطئ في تاريخ الولاية. لكن فرحة فيدام بالحرية لم تدم طويلاً. فبعد فترة وجيزة من تبرئته، تم اعتقاله من قبل وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، ليجد نفسه مرة أخرى خلف القضبان، ولكن هذه المرة في مركز احتجاز للمهاجرين.

يعتمد اعتقال وكالة “آيس” على أمر ترحيل قديم صدر في عام 1988، وكان مرتبطاً بشكل مباشر بإدانته بالقتل التي تم إلغاؤها الآن. وعلى الرغم من أن الأساس القانوني لأمر الترحيل قد انهار تماماً مع إثبات براءته، إلا أن بيروقراطية الهجرة تواصل المضي قدماً في إجراءات ترحيله، في تجاهل تام لقرار المحكمة.

رحلة من البراءة إلى حافة الترحيل

وصل فيدام إلى الولايات المتحدة وهو رضيع يبلغ من العمر تسعة أشهر فقط، وعاش حياته كلها كمقيم دائم شرعي. في عام 1982، عندما تم القبض عليه بتهمة قتل زميله السابق في السكن، كان طلبه للحصول على الجنسية الأمريكية قد قُبل بالفعل. لكن الاتهام بالقتل غير مسار حياته إلى الأبد. صادرت السلطات جواز سفره وبطاقته الخضراء، وتم رفض الإفراج عنه بكفالة لأنه وُصف بأنه “أجنبي من المحتمل أن يفر”.

في عام 1983، أُدين فيدام بناءً على أدلة ظرفية وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. طوال 40 عاماً، تمسك ببراءته، واستمر في استئناف الحكم من داخل السجن. وفي عام 2021، ظهرت أدلة جديدة أدت في النهاية إلى تبرئته هذا الشهر.

تجاهلت وكالة “آيس” هذا التطور القضائي بشكل كامل. وفي بيان لوسائل الإعلام، وصفت فيدام بأنه “مجرم محترف له سجل إجرامي يعود إلى عام 1980″، في إشارة إلى تهمة مخدرات ثانوية كانت جزءاً من صفقة إقرار بالذنب في ذلك الوقت، متجاهلة حقيقة أن الإدانة الرئيسية التي أبقته في السجن لعقود قد تم محوها.

مناشدات من أجل العدالة

تناضل عائلة فيدام ومحاميته الآن من أجل إطلاق سراحه ومنحه الفرصة لبدء حياة جديدة. قالت محاميته، آفا بيناك: «لقد خسر فيدام أربعة عقود من حياته في السجن بسبب جريمة قتل لم يرتكبها»، مضيفة أنه يجب منحه الفرصة لإعادة بناء حياته في الولايات المتحدة، البلد الوحيد الذي عرفه.

وقالت ابنة أخته، زوي ميلر-فيدام: «كل ما نريده هو أن يكون في المنزل معنا وأن يكون قادراً على المضي قدماً في حياته».

يقبع فيدام حالياً في مركز احتجاز موشانون فالي في فيليبسبرغ، بنسلفانيا، في انتظار قرار بشأن مصيره. قصته تطرح سؤالاً مؤلماً حول مفهوم العدالة: ماذا يعني أن يبرئك نظام العدالة الجنائية، فقط لتجد نفسك محاصراً في شباك نظام هجرة لا يرحم، والذي يبدو أنه يعمل بمعزل عن الحقائق والعدالة؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !