أثار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز ضجة في سباق انتخابات عمدة مدينة نيويورك عندما تحدث عن مكالمة هاتفية مزعومة بين الحاكم السابق أندرو كومو والرئيس دونالد ترامب. ورغم أن الرجلين نفيا حصول تلك المكالمة، إلا أن مجرد طرحها كان كافياً لإشعال غضب المرشح الاشتراكي زهران مامداني، الذي وصف أي تنسيق بين منافسه الديموقراطي والرئيس الجمهوري بأنه «مفقد للأهلية».
بعد انتشار الخبر، بدأ مامداني – الذي يمثل الجناح التقدمي للحزب الديموقراطي – جولة سريعة في أنحاء المدينة لحشد الناخبين المعارضين لترامب. ونقلت صحيفة نيويورك بوست عن مصادر قولها إن مسؤولين في البيت الأبيض اتصلوا بسياسيين محليين للاستفسار عمّا إذا كان ينبغي للرئيس التدخل في السباق، فيما قالت مصادر أخرى إن ترامب نفسه متردد في اتخاذ موقف.
وأمام مبنى المحكمة الفيدرالية في مانهاتن السفلى، نظم مامداني تجمعاً مع قادة نقابات عمالية، حيث قال أمام الحشود إن «وظيفة العمدة ليست أن يكون مهرجاً لملك طموح»، مضيفاً أن سكان نيويورك لا يريدون رئيس بلدية يعمل يداً بيد مع الرئيس لتقويض إرادتهم. ووجه انتقادات لاذعة لكومو واتهمه بمحاولة استرضاء ترامب على حساب المدينة.
كان مامداني قد فاز بالانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في يونيو/حزيران، وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدمه على كومو ورئيس البلدية الحالي إيريك آدامز، الذي يخوض السباق مستقلاً، وعلى المرشح الجمهوري كورتيس سليوا. وترى دوائر مقربة من ترامب أن فوز مامداني سيشكل «كارثة» بحسب ما نقلته الصحيفة، ما دفع بعض المقربين من الرئيس إلى نصحه بتأجيل إعلان أي موقف رسمي.
ورغم تصريح ترامب الشهر الماضي بأن كومو يجب أن يبقى في السباق، نقلت تقارير أن الرئيس غير راضٍ عن أي من المرشحين الآخرين؛ فهو يعتبر آدامز «خاسراً» لا يمكنه الفوز بولاية جديدة، ويشك في نوايا كومو، ولا يتفق مع سليوا. وقال الناشط الحقوقي آل شاربتون إن دخول ترامب على خط السباق سيكون هدية لمامداني لأنه سيزيد التفاف الناخبين الديموقراطيين حوله. وأظهر استطلاع حديث أن نسبة عدم تأييد ترامب في المدينة بلغت 62%، فيما يعد مامداني المرشح الوحيد الذي يتمتع بشعبية إيجابية. وأكد مامداني في تصريحاته أنه المرشح الوحيد غير الخاضع لنفوذ الرئيس، في إشارة إلى تورط كومو وآدامز مع الإدارة الفيدرالية وانتماء سليوا للحزب الجمهوري.
