يشهد السباق لمنصب عمدة مدينة نيويورك تطورات دراماتيكية، حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقدماً واضحاً للمرشح الديمقراطي زهران ممداني، عضو جمعية ولاية نيويورك من أصل عربي أفغاني، على منافسيه في انتخابات نوفمبر المقبل. ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة تولتشين للأبحاث، يحصل مندني على 42% من الأصوات المتوقعة في حال بقاء جميع المرشحين في السباق.
السباق الانتخابي غير مسبوق في تاريخ نيويورك من حيث عدد المرشحين وتنوع انتماءاتهم السياسية. فإلى جانب مندني، يتنافس الحاكم السابق أندرو كومو (الذي يحصل على 26% كمرشح مستقل)، والمرشح الجمهوري كيرتيس سليوا (17%)، والعمدة الحالي إيريك آدامز (9% كمرشح مستقل)، والمحامي جيم والدن (3% كمرشح مستقل).
ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، نجح في إحداث مفاجأة كبيرة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو الماضي، حيث تفوق على كومو رغم أن الاستطلاعات كانت تشير إلى تقدم الأخير. هذا الانتصار جاء بفضل استراتيجية إعلامية ذكية على وسائل التواصل الاجتماعي، وجيش من عشرات الآلاف من المتطوعين، ورسالة واضحة حول معالجة أزمة السكن وغلاء المعيشة.
برنامج ممداني الانتخابي يركز على قضايا تهم الجاليات العربية والمهاجرة، بما في ذلك تجميد الإيجارات على الوحدات السكنية المنظمة، والتطوير الواسع للإسكان العام، وفرض ضريبة بنسبة 2% على أصحاب الدخول التي تزيد عن مليون دولار سنوياً. كما يدعو إلى جعل المواصلات العامة ورعاية الأطفال مجانية.
لكن ممداني يواجه معارضة شديدة من المجتمع التجاري وبعض الدوائر اليهودية، حيث يحاولون تصويره كمعادٍ للسامية بسبب موقفه الناقد لإسرائيل ودعمه لحقوق الفلسطينيين. وقد رعى في الجمعية تشريعاً لمنع الأموال العامة عن المنظمات التي تعمل في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية.
على الرغم من هذه التحديات، حصل ممداني على دعم اتحادات العمال وقادة الأحزاب المحلية، لكنه لم ينل بعد تأييد كبار الديمقراطيين في نيويورك مثل زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز والحاكمة كاثي هوكل.
العديد من أبناء الجالية العربية والمسلمة يرون في ممداني فرصة تاريخية لتمثيل مصالحهم في أهم منصب محلي في أمريكا، خاصة في ظل التزايد المستمر لعدد السكان من أصول شرق أوسطية وجنوب آسيوية في نيويورك.