تسعى الحكومة الأمريكية جاهدة لتجنب “إغلاق حكومي” قد يبدأ قريبًا جدًا، وهو ما يعني توقف الحكومة عن تقديم العديد من الخدمات بسبب نقص الأموال اللازمة لتشغيلها. هذا الأمر يحدث عادة عندما يختلف المشرعون في الكونغرس (البرلمان الأمريكي) حول كيفية تمويل الحكومة.
ما هو الإغلاق الحكومي؟
الإغلاق الحكومي يعني أن الحكومة ستتوقف عن تمويل العديد من الوظائف والخدمات التي تعتبر “غير ضرورية”. على سبيل المثال:
•سيتم تسريح مئات الآلاف من الموظفين مؤقتًا دون أجر.
•بعض الخدمات الأساسية مثل الشرطة والأمن القومي ستستمر، لكن الموظفين لن يتقاضوا رواتبهم حتى انتهاء الأزمة.
•إغلاق المتنزهات الوطنية والمعالم السياحية، مما يعيق ملايين الزوار.
لماذا حدثت هذه الأزمة؟
عادةً، يقوم الكونغرس (المقسم بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي) بتحديد ميزانية الحكومة. هذه المرة، توصل الطرفان إلى اتفاق لتمويل الحكومة حتى شهر مارس المقبل. لكن الرئيس السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك ضغطا على الحزب الجمهوري للتراجع عن هذا الاتفاق، ما أدى إلى تعثر الحل.
ترامب يريد تغييرات كبيرة في الميزانية، مثل عدم رفع الحد الأقصى الذي يمكن للحكومة اقتراضه، وهو ما تسبب في انقسام بين الجمهوريين أنفسهم.
ما الذي يحدث الآن؟
•يحاول رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، الوصول إلى حل أخير يمنع الإغلاق.
•إذا لم يتم الاتفاق، فستبدأ الحكومة في الإغلاق عند منتصف الليل (توقيت واشنطن).
•المشرعون يتناقشون حاليًا حول مشروع قانون جديد يتضمن تمويل الحكومة وتقديم مساعدات للكوارث والمزارعين، لكن من دون بعض النقاط التي اعترض عليها ترامب.
ما دور إيلون ماسك؟
إيلون ماسك، المعروف بأنه أغنى رجل في العالم، يستخدم منصته للتواصل الاجتماعي (إكس) للتأثير على الجمهوريين. نشر ماسك العديد من المنشورات التي انتقد فيها الاتفاق الأصلي، مما زاد من تعقيد الأمور وأثار غضب الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين.
ما النتيجة المتوقعة؟
حتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي. إذا استمر الخلاف، ستتوقف الحكومة عن العمل اعتبارًا من منتصف الليل، مما سيؤثر على ملايين الأمريكيين.
ومن خلال متابعة المعطيات، يمكن ترجيح السيناريوهات التالية:
1.الاتفاق في اللحظة الأخيرة:
•عادةً ما يسعى المشرعون في الكونغرس إلى تجنب الإغلاق الحكومي بسبب آثاره السلبية على الاقتصاد وحياة المواطنين. قد يتم التوصل إلى حل وسط بين الجمهوريين والديمقراطيين في الساعات الأخيرة، خصوصًا مع الضغط الإعلامي والرأي العام.
2.حدوث إغلاق مؤقت:
•إذا استمرت الخلافات، فقد يحدث إغلاق حكومي لبضعة أيام، ريثما يتم التوصل إلى اتفاق جديد. هذا السيناريو حدث من قبل في أزمات مشابهة، وكان الإغلاق قصير المدى.
3.إغلاق طويل الأمد:
•في حال فشل التفاوض تمامًا، وهو أمر مستبعد نسبيًا، قد يستمر الإغلاق لأسابيع، مما سيتسبب في شلل كبير بالخدمات الحكومية وزيادة الغضب الشعبي، وقد يُضعف موقف الحزب الجمهوري أمام الناخبين.
الترجيح الأقرب
من المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق في اللحظات الأخيرة أو بعد إغلاق قصير، لأن الطرفين (الجمهوريين والديمقراطيين) يدركان تكلفة الإغلاق السياسي والشعبي. ومع ذلك، قد يظل ترامب وماسك عقبة إذا استمر تأثيرهما القوي على أعضاء الحزب الجمهوري.